مغاسل الملابس.. حساسية و قصور كلوي وأمراض القلب 

المصبنة

دفع ضيق الوقت ونمط الحياة العصرية الناس إلى ائتمان محال الغسيل على ملابسهم وأغطيتهم، وصحتهم، لتصبح هذه المهنة رائجة يختلط فيها الملتزم بقانون الصحة بالمهمل وفي المغاسل، تتمازج الأزياء والألوان مثلما تتمازج الأمراض، فملابس السليم من الأمراض قد تتعانق مع ملابس المريض في دورات الغسالة، لتخرج ومظهرها نظيف خال من الأوساخ، لكنها ملوثة بجراثيم تلقي بصاحبها في عيادات الأطباء. 
ويعتقد كثيرون أن الماء الساخن يجب ما قبله، وهو اعتقاد قد يصح مع بعض الفطريات، لكنه لا يجدي نفعاً مع جميعها.
يتزايد اعتماد كثيرين على محال الغسيل والكي لتنظيف ملابسهم، حيث تستقبل هذه المحال آلافا من قطع الملابس يوميا، وسط تأكيدات الزبائن بأنهم يريدونها “مغسولة ومكوية” في أسرع وقت.
ويهتم أشخاص بمستوى النظافة في تلك المحال وأسلوب الغسيل والكي المتبع فيها، ويغفل آخرون عن ذلك، معتبرين أن الغسيل والكي يقضيان على أي جراثيم.
ويشدد متعاملون مع هذه المحال على أهمية عدم خلط الملابس، وغسل ملابس كل شخص على حدة، واضعين معيارا يقول: إن لجوء أي محل إلى كتابة أسماء أو رموز على ياقات الملابس أو طياتها يعني أنه يخلط الملابس ببعضها، ولا يراعي فرزها بحسب صاحبها.
ورغم جهود التفتيش والرقابة، فإن هناك محال لا تكترث لشروط الصحة والسلامة، وتغسل الملابس في بيئة تفتقر لأساسيات النظافة، مع ما يعنيه ذلك من انتقال الأمراض الجلدية وغيرها.
ولا يخلو شارع اليوم من محل لغسيل الملابس، بل هناك محال غسيل في الشارع ذاته، وهو ما يخلق تساؤلات عن مدى التزامها بشروط النظافة.
ويقول الصديق إن هناك محال لا يهمها سوى الربح، لذلك تعمد إلى شراء أنواع رديئة من المنظفات، في غياب الحملات الرقابية للجهات المختصة، وتزيد التزام المغاسل بتطبيق شروط النظافة والمحافظة على الصحة العامة.
كما تلعب الحملات دورا في توعية الأفراد بضرورة أخذ الحيطة والحذر عند التعامل مع المغاسل، واختيار الأفضل منها، مع الإبلاغ عن أي مغسلة مخالفة أو تفتقر لشروط النظافة والصحة. ويؤكد المزروعي أنه مضطر للتعامل مع المغاسل، لعدم وجود بديل، مشيرا إلى أنه دائم التخوف من أساليب الغسيل التي تتبعها بعض المحال.
وقال إن هناك مغاسل ملابس على مستوى عال من الاهتمام والنظافة، ويعود ذلك للإشراف المباشر من مالكها على العمال، أما البقية فيقتصر دور صاحب المغسلة على فتح الرخصة من دون الاكتراث بجودة العمل. ويشير إلى أن المغاسل النظيفة “عملة نادرة”، لا يتم الوصول إليها بسهولة، إلا عبر ترويج من الأصدقاء والمعارف.
ثقة مفقودة
وتؤكد نادية أنها فقدت الثقة نهائيا في جميع مغاسل الملابس، فلم تعد تتعامل معها، حيث إن العاملين في تلك المحال يعمدون إلى كتابة أسماء أو رموز وأرقام على ياقات ملابسها، مما يتسبب في تغير ألوانها وتلفها، وأنه يتم خلطها مع ملابس آخرين، وهو ما يجعل تلك المغاسل بيئة خصبة للبكتيريا والجراثيم، وخلط الملابس أثناء الغسيل يهدف إلى توفير المصروفات من كهرباء وماء ومواد تنظيف.
ويطالب عبد الله وضع ضوابط ولوائح لجميع مغاسل الملابس بالدولة، بحيث لا تقتصر على حجم المحل وديكوره، بل تشمل نوعية المواد التي يتم استخدامها، وطريقة غسيل الملابس، وتشديد الرقابة على خلط الملابس.
وأوضح أن هناك مغاسل تسعى إلى الكسب المالي من دون الاهتمام بنوعية المواد المستخدمة أو مدى تأثيرها السلبي على الإنسان، كما أن بعض المحال يهتم بواجهة المحل وديكوراته أكثر من نظافة الآلات وجودتها، ولا بد من قيود ورقابة صارمة على هذه المحال، وأن يتعاون المتعاملون مع المغاسل مع الجهات المختصة بالإبلاغ عن أي مخالفة.
مغاسل تؤكد التزامها
ومع استحالة العثور على مغسلة يعترف العاملون فيها بمخالفاتهم، فإن الكل يؤكد التزامه بالشروط الصحية، والحرص على النظافة وعدم خلط الملابس.
ويؤكد مأمون، وهو عامل في إحدى المغاسل، أنه ملتزم بغسل ملابس كل شخص على حدة، وأن الغسالات جميعها إلكترونية، تقوم وحدها باستخدام مياه جديدة في كل غسلة، كما أن هناك غسالات خاصة للستائر والأغطية وغيرها.
وأكد أن من يقوم بخلط الملابس هو الذي يعمل على ترقيم هذه الملابس ووضع رموز لها حتى يسهل فرزها بعد عملية الغسيل.
ويوضح أن الخاسر الأكبر من خلط الملابس وعدم الاهتمام بالنظافة هو محل غسل الملابس نفسه، فهو من سيخسر زبائنه. فالزبون عندما يشعر بأن ملابسه تختلط بملابس آخرين يحجم عن التعامل مع المغسلة. وقالت إن الغسل الحراري للملابس يحد من انتقال الفطريات، إضافة إلى عملية الكي والتي تسهم أيضاً في القضاء على الفطريات والبكتيريا.
وتضيف أن خلط الملابس في الغسيل قد يتسبب في حساسية الشخص من المواد التي اختلطت مع ملابسه مثل الزيوت والمواد الكيماوية والدم، كما أن استخدام منظفات ذات جودة رديئة أو عدم تنظيف الملابس جيداً من
المواد الكيميائية يزيد فرص الإصابة بالحساسية. وتلفت إلى أن من يتعرضون لهذه المواد يصابون بالحساسية بشكل مفاجئ، ويتحول لون الجلد إلى الاحمرار، ثم يبدؤون بحك الجلد بعد إفراز الجسم مادة الهستامين المسببة لأعراض الحساسية.
دراسة:
تثبت دراسات حديثة منشورة أن خلط الملابس يزيد فرص من انتقال أمراض جلدية مع أمراض العدوى البكتيرية والأجهزة التناسلية والعيون وغيرها.
كما تذكر دراسة أخرى لمركز محاربة التسمم واليقظة الدوائية التابع لوزارة الصحة أن استعمال مادة “البيركلور إيثيلين” في تنظيف الملابس، يتسبب في السرطان، والقصور الكلوي، وأمراض القلب، ومشاكل في التنفس وغيرها.
 

المساء يوم 06 – 06 – 2014

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق