تفاصيل جريمة قتل راح ضحيتها متقاعد في 77 من العمر بتافراوت

جريمة

تمكنت نهاية الأسبوع المنصرم عناصر الدرك الملكي بالسرية الإقليمية لتيزنيت، من كشف لغز جريمة قتل بشعة، راح ضحيتها “م. أ” شيخ متقاعد في السابعة والسبعين من العمر بمنطقة تافراوت، حيث ألقت القبض على ستة أشخاص، بينهم اثنان متورطان بشكل مباشر في الجريمة، فيما شاركهم الآخرون بالصمت وشراء المسروق أو محاولة إخفاءه.

واستنادا إلى مصادر “المساء” فإن خيوط الجريمة تكشفت عندما قدم أبناء الراحل شكاية إلى الدرك الملكي بتافراوت، تفيد باختفاء والدهم في ظروف غامضة، الأمر الذي أسفر عن فتح تحقيق ميداني، قاد إلى اكتشاف أحد الشبان المعروفين بالمنطقة، وهو يتجول على متن سيارة الضحية، حيث تعقبه رجال الدرك إلى أن ألقوا القبض عليه، ليعترف بعدها بتورطه رفقة زميل له في جريمة القتل.

وأضافت المصادر أن المتهم الأول “ع.ك” المزداد سنة 1991، كان على معرفة جيدة بالضحية، وأن بحوزته أموالا كثيرة، فاستطاع إقناع صديق حميم له يدعى “م.ك”، وهو من أقربائه الذين يتقاسم معهم السن والكنية، (أقنعه) بضرورة القيام بعملية سطو بغية جني أموال، الأمر الذي أدى بهما إلى ترصد حركات وسكنات الضحية عدة مرات، إلى خلا لهم الجو، واستفردا به بعد أن باغتاه وحيدا في منزله الكائن بدوار “تونين” بدائرة تافراوت، حيث دخلوا معه في نقاش داخل بيته لما يزيد عن نصف ساعة، دون أن يدرك الضحية سبب مجيئهم، وعلى حين غرة، هَمَّ أحدهم إلى الدخول إلى المطبخ الخاص به، فحاول منعه، ليفاجأ بعدها بضربة قوية على مستوى مؤخرة الرأس أسقطته الأرض مغشيا عليه، ولم يكتف الجناة بذلك، بل عمدا إلى قطع أنفاسه وواصلا ضربه بمختلف أنحاء الجسم، إلى أن فارق الحياة بعين المكان، وهو ما اضطرهم إلى التفكير في سبيل للتخلص من الجثة دون إثارة انتباه أحد.

وحسب المعطيات المتوفرة “للمساء”، فإن المتهمان عمدا إلى لف جثمان الضحية في إزار، ونقله عبر سيارته الخاصة إلى مدشر آخر قريب يدعى “أكموت” حيث رموه في بئر عميق ظنا منهم أن معالم الجريمة قد اختفت، كما تمكنوا قبل مغادرة بيت الضحية من سرقة بعض محتوياته من الأجهزة الالكترونية، وهي ذات الأجهزة التي تمكنوا من بيعها في أماكن متعددة، كما حاولوا بيع سيارة الضحية، مستعينين بخدمات اثنين من شباب المنطقة، بينهم “ج.آ” المزداد سنة 1989، و”ر.ب” الذي يصغر عنه بسنة واحدة / ازداد سنة 1990، وهكذا حاول الشبان الأربعة بيع السيارة بمدينة أكادير، حيث فشلت المفاوضات الأولى مع شخص مجهول الهوية ، ليعاود المتهمان الأولان الكرة ويتصلا به مجددا، حيث اتفقا على بيعه سيارة الضحية بمبلغ مالي لا يتجاوز 20 ألف درهم، أقنعهم بعدها بضرورة السفر إلى مدينة فاس، من أجل استكمال إجراءات البيع والشراء، لكن مسيرتهم الإجرامية توقفت بمدينة “شيشاوة” بولاية مراكش، بعد أن باغثهم رجال الدرك الملكي ليلوذوا بالفرار تاركين وراءهم سيارة الضحية المسروقة.

وفي السياق ذاته، أوقفت عناصر الدرك الملكي شخصين آخرين على ذمة نفس القضية، يعمل أحدهما تاجرا في الثامنة والعشرين من العمر بمدينة تافراوت ويدعى “ح.س”، بتهمة شراء أشياء متحصلة عن طريق السرقة، فضلا عن والد أحد المتورطين في جريمة القتل، متهم هو الآخر بإخفاء مسروق عن طريق البيع، فيما وجهت نفس السرية مذكرة بحث في حق الشخص الذي دخل في مفاوضات مع الجناة بهدف اقتناء سيارة الضحية، وبعد استكمال البحث والتحري، قدم المتهمون الستة أمام استئنافية أكادير، بتهمة القتل العمد والسرقة الموصوفة والمشاركة.

وتأتي هذه الجريمة، بعد أقل من شهر على وقوع جريمة أخرى بشعة بحي “تفرضين” المتواجد بمركز بلدية الأخصاص بإقليم سيدي إفني، راحت ضحيتها سيدة معروفة بالمنطقة باشتغالها في مجال الدعارة،  حيث اكتشِفت جثة هامدة بمنزلها وعلى جسدها آثار الضرب المبرح بواسطة آلة حادة، وخاصة على مستوى الرأس واليدين.

واستنادا إلى المعطيات التي استقتها “المساء” من مصادر متعددة، فإن اكتشاف الجريمة، جاء لحظات بعد إخماد رجال الوقاية المدنية لحريق متعمد شب بمنزل الضحية “ح.ز”، حيث انتقلت السلطات المختصة إلى عين المكان إثر ورود إخبارية عليها تفيد بوجود حريق مهول ودخان كثيف بإحدى المنازل، وحسب ذات المصادر فإن الجاني المتهم بارتكاب الجريمة، عمد إلى إخفاء معالمها بإحراق المنزل، لكن الوصول المبكر لرجال الإطفاء حال دون احتراق جميع غرف المنزل، حيث تضررت غرفة واحدة من الحريق قبل السيطرة عليه، ليفاجأ الجميع بوجود الضحية في غرفة أخرى لم تصلها ألسنة اللهب، وهي مدرجة في دمائها، الأمر الذي استدعى تدخل رجال الدرك الملكي بالمركز القضائي للأخصاص، وعناصر الشرطة العلمية من مدينة أكادير، حيث تم تطويق المنزل بغرض تعميق البحث، وتجميع أدلة ومعطيات تقود على الجاني أو الجناة المتورطين في هذه الجريمة، كما تم الاستماع لعدد من زميلات الضحية.

محمد الشيخ بلا – عن جريدة المساء ليوم 21 ماي 2014 – بتصرف شديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق