غياب الدعم المالي قد يحرم طلبة بأكَادير من تمثيل المغرب في مسابقة عالمية بهولندا 

جامعة

كان العمل مضنيا وشاقا تطلب مدة زمنية بلغت 20 يوما من الساعة العاشرة ليلا إلى الرابعة صباحا من أجل تحقيق حلم لطالما راود طلبة السنة الرابعة بالمدرسة لوطنية للعلوم التطبيقية بأكَادير، تخصص الهندسة الكهربائية والصناعية والمعلوميات، حيث التأم مجهود 18 طالبا وطالبة لصنع سيارة أيكولوجية تشحن بالكهرباء تارة وبالطاقة الشمسية تارة أخرى للمشاركة بها في المسابقة العالمية التي ستقام هذه السنة بهولندا
وقد دأب طلبة هذه المدرسة على المشاركة في هذه المسابقة العالمية المنظمة في موضوع «صنع سيارة أيكولوجية»، حيث شاركوا في ذات المسابقة سنة 2012 بألمانية وفي سنة 2013 بهولندا، لكن طلبة السنة الرابعة بذات المؤسسة لما تم قبول مشروعهم لدى التقنية المنظمة للمسابقة العالمية، وجدوا عائقا ماليا قد يبعدهم بصفة نهائية عن الحضور، ما لم يرسلوا سيارتهم التي صنعوها إلى هولندا قبل انطلاق المسابقة التي ستجرى بداية من 15 ماي 2014.
وقد تطلبت مصاريف نقل هذه السيارة عبر الباخرة حوالي 2200 أورو فقط لوصول السيارة قبل موعد انطلاق المسابقة، دون ذكر مصاريف تنقل الطاقم إلى هولندا لتقديم مشروعه، وقد مل هؤلاء الطلبة المخترعون طول الانتظار والتسويف من طرف مؤسسات وشركات ومسؤولين، بعد أن قدموا المشروع إلى هذه الجهات متوخين منها تقديم دعم مالي لنقل سيارتهم إلى هولندا، لكن للأسف مازالوا ينتظرون هذه الالتفاتة التي كان من الضروري أن يتم من خلالها احتضان هذا المشروع من الشركات الصناعية.
وهكذا يتضح أن المشكل بالمغرب ليس هو الإبداع والخلق والابتكار، وخاصة في مجال التصنيع، وإنما المشكل الكبير هو عدم تشجيع مثل هذه الطاقات العلمية الشابة، وغياب المحتضن لما يبدعونه ويصنعونه، وقد يذهب عملهم سدى، وقد تلتقطهم أيد أخرى بخارج الوطن فتستفيد من مصنوعاتهم وبالتالي سيصبح غدا هذ الطاقم من العقول المغربية التي تختار الهجرة إلى الخارج بعد لم يجدوا من يحتضنهم ويدعمهم، في ظل الإغراءات الكثيرة هناك.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق