واقع شباب سيدي إيفني .. بين صدقية المطالب الاجتماعية وزيف دعوات الانفصال

السبت الأسود

يتذكر ساكنة مدينة سيدي إيفني مع اقتراب شهر يونيو من كل سنة، أحداث ما أصبح يسمى لدى عدد كبير من المتتبعين بالسبت الأسود، حين رفع عدد كبير من سكان حاضرة أيت بعمران مطالب اجتماعية واقتصادية تطورت إلى انتفاضة جماعية عارمة تصدت لها القوات العمومية بعنف مفرط، أدى إلى اعتقال عدد من نشطاء السكرتارية المحلية التي تبنت المطالب المذكورة، حدث ذلك سنة 2007، أعقبها تفهم للدولة على أعلى المستويات لهذه المطالب المشروعة، والتي تتمثل أساسا في توفير خدمات اجتماعية وإدارية ومشاريع تنموية ترفع التهميش عن المدينة الذي عاشته لسنوات طويلة.

سنحاول بعد مرور حوالي 7 سنوات استجلاء الواقع الحالي على ضوء ما تحقق، مع تبيان في الآن نفسه المشاريع والمطالب المتوقفة، في البداية تم توجيه سؤال لأحد أعضاء السكرتارية المحلية السابقين حول ما تحقق ومالم يتحقق من مطالب هذه الهيئة المدنية، الذي  قال لايمكن بأي حال من الأحوال أن ننكر أنه قد تم تحقيق منجزات وخدمات اجتماعية وإدارية لفائدة المدينة كان على رأسها إنشاء عمالة إقليم سيدي إيفني، هذا بالإضافة إلى مشاريع البنيات التحتية، رغم أن مطلبي تهيئة الميناء ومنع الترمل عنه وتشييد الطريق الساحلية في اتجاه طانطان لايزالان يراوحان مكانهما، وأضاف المتحدث أن حماس أعضاء السكرتارية قد خفت بسبب اختلاف وجهات النظر بين أعضائها، خصوصا عندما انخرط جزء منهم في العملية الانتخابية على مستوى المجلس البلدي أو على مستوى البرلمان.

وفي سؤال لمشاهد.أنفو عن الواقع الحالي للعمل الجمعوي بالمدينة قال أحد الجمعويين إن هناك تشتت كبير وغياب للتأطير الجمعوي والنقابي والحزبي، مستدلا أن فاتح ماي لم يشهد أية مسيرة عمالية بالمدينة، رغم ارتفاع الوعي محليا بجدوى العمل النقابي، وأضاف أن هذا الفراغ يعود بالأساس إلى تهميش الكفاءات الحزبية والإطارات الجمعوية والنقابية الجادة من طرف العامل السابق ، الذي فتح المجال لهياكل فارغة تتملق وتتعيش على بعض هداياه، مبرزا أن العامل السابق حاول قتل المبادرة الخاصة لساكنة المدينة عندما حاول إسكات بعض الأصوات ب”كارطيات” الإنعاش الوطني.

هذه،يضيف ذات المتحدث، ممارسات تعرفها بعض الأوساط في الصحراء، دخيلة على المجتمع الإفناوي  ، وهي سلوكيات تكرس غلبة مطلب المساعدة والتواكل لدى المواطنين، الامر الذي ينافي تماما الطبيعة البعمرانية المتسمة بالنخوة والأنفة، وليس التسول والارتزاق، وزاد المتحدث إن الساكنة يهمها أن تعلمها كيف تصطاد السمك وليس أن تقدم لها سمكة كل يوم امتثالا للقول المأثور الصيني.

مشاهد.أنفو وفي لقاء لها بأحد المتتبعين الحقوقيين عندما وجهت له السؤال بوجود عناصر ذات نزعات انفصالية تروج لأطروحات قيادة البوليساريو قال إن هذه الظاهرة دخيلة على المجتمع الإفناوي والبعمراني، وهي مظاهر حديثة تروج لها عناصر قليلة جدا وفق خلفيات وأجندة مملاة من الخارج، مضيفا أن هذه النزعات الانفصالية لاتجد الصدى بين أوساط الساكنة التي تؤمن بالوحدة وبمغربية الصحراء، مشيرا أن هناك خلط لدى هذه العناصر بين المطالب الاجتماعية والاقتصادية والحقوقية وبين المواقف الانفصالية.

متحدث آخر أشار أن المظاهر القليلة للانفصال هي عبارة عن موجة عارضة أو”موضة” بين صفوف بعض الشباب ستخبو لاحقا، مضيفا أن مواقف غالبيتهم هي ردود أفعال انفعالية بسبب تفشي البطالة وانحسار سوق العمل والشغل بسيدي إيفني، وزاد قائلا إن إشاعة ثقافة الانفصال لن تنجح بفعل الحقائق التاريخية والجغرافية والبشرية للمنطقة، لأن قبائل أيت بعمران كانت معروفة على الدوام بتشبتها بالوحدة الوطنية و بمغربيتها.

وفي ذات السياق قال أحد أبناء المقاومين بأيت بعمران إن مواقف الانفصال تقودها فئة قليلة ومعزولة داخل المجتمع الإفناوي، مبرزا أن هذه النزعات تسيء لتاريخ الآباء المقاومين، مشددا أنه آن الأوان للتصدي لهذه الظاهرة النشاز احتراما لتاريخ ونضالات وسمعة المقاومين، وأضاف المتحدث لمشاهد.أنفو أنه إذا كانت السلطات المحلية والإقليمية قد ارتكبت أخطاء في حق بعض الساكنة، حين أخلفت وعودها بالخصوص، فلا يعني ذلك أن نسمح للنزعات الانفصالية بالتمدد وسط المجتمع، وزاد قائلا إنه ينبغي التصدي بكل الحزم والمسؤولية لهذه المظاهر، محملا المسؤولية للأحزاب والجمعيات أن تقوم بأدوارها التأطيرية، وألا تلتزم الصمت واللامبالاة تجاه هذه الظاهرة، لأن الصمت في مثل هذه المواقف يعتبر رديفا ومشابها للمؤامرة، كما أعرب ذات المتحدث أن هذه النزعات الانفصالية تتم تغذيتها من طرف قيادة البوليساريو من خلال التحريض، علما أن هدف هذه القيادة واضح وهو خلق البلبلة داخل أرض الوطن من خلال إعادة أحداث 2007 الأليمة وما تبعها من اعتقالات وتشريد عائلات وخسارات اقتصادية علما أن سيدي إيفني منطقة بعيدة جدا جغرافيا وتاريخيا عن نزاع الصحراء.

وارتباطا بالموضوع ذاته أشار نفس المتحدث أن هناك إذا شرذمة من أذناب انفصاليي الداخل بعدد أصابع اليد لاتربطهم أية  صلة بجبهة البوليساريو، اللهم صلة الصعلكة و البلطجية، أعلنوا انطلاقا من سيدي إيفنى مؤخرا انتماءهم للجبهة المزعومة، وأنهم حسب زعمهم يشكلون النواة الأولى للانفصاليين بين أبناء ايت باعمران.

“الحدوثة” كما يقول إخواننا الشرقيون-يضيف المتحدث- بدأت بإطلاق سراح شخص نكرة منذ بضعة أشهر، قضى مدة من السجن بسبب النشل والسرقة والعصيان، ليجد في استقباله مجموعة من ذوي السوابق وبعض انفصاليي  الداخل انتقلوا بالمناسبة إلى المدينة انطلاقا من اكادير والعيون.

ومحاولة من هذه الشرذمة حبك تمثيلية حاولوا من خلالها إقناع ساكنة سيدى إيفني “بشرعية مشروعهم” أقاموا حفلا بمنزل صاحبنا تخللته كلمات الانفصال والتحريض على العصيان ومحاولة خلق أجواء من التوتر والشغب .

من جهة أخرى، علمت مشاهد.أنفو من أحد مصادرها، أن أحد الانفصاليين الحاضرين كان قد أحس حينها بنوع من النشوة  والانشراح صرح علانية بان أبناء سيدى افنى وأيت باعمران حاربوا الاستعمار الاسباني ليجدوا أنفسهم تحت سيطرة الدولة المغربية .

هذا وأمام هذه الحالة الشاذة، صرخ أحد الفاعلين الجمعويين قائلا: ماذا فعل منتخبو المدينة ومجتمعها المدني وسياسيوها وكل من يحس أنه ينتمى إلى هذه المنطقة المغربية الأصول بحكم التاريخ و الجغرافيا ؟ لاشئ

ماذا فعل كل هؤلاء إزاء هذه المواقف النشاز لفئة قليلة من النكرات أعلنوا انفصالهم عن وطنهم الأم علانية فى محاولة بائسة لخلق جو يعيد أحداث 2007  يطول ممتلكات المواطنين ويهدد أمنهم وسلامتهم ؟ لاشئ. كأن على رؤوسهم الطير .

كل هم بعض سياسيي آخر الساعة يضيف مصدرنا هو الضرب من تحت الحزام و تبادل اتهامات جوفاء حول انتخابات جزئية حسم أمرها . وأعلنت نتائجها.

لكن ماذا تنتظر من من تعود على الهروب إلى الأمام و ترك المواطنين يواجهون مصيرهم فى وجود عصابة أعلنت انفصالها عن الوطن جهرا؟

لقد كان أجدر بسياسي آخرالساعة أن يصطفوا فى صف واحد وفى جبهة  موحدة لمواجهة مناورات أعداء الوحدة الترابية إلى جانب السلطات و أبناء أيت بعمران الشرفاء لإحباط هده المحاولات الانفصالية خصوصا في مثل هده المرحلة الدقيقة التي تمر منها قضيتنا الوطنية الأولى.

ودعا محدثنا في كل البعمرانيين الأحرار أن يتجندوا للتصدي لكل المواقف والحركات الغير المحسوبة العواقب والهادفة إلى خلق البلبلة والنعرة الانفصالية باعثا رسالة إلى  شردمة الانفصاليين “أننا نعرفهم، ونعرف أصلهم وفصلهم، وإذا لم يرجعوا عن غيهم فسنفضحهم ونفضح مؤامراتهم .”

سيدي إيفني- مشاهد.أنفو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق