ملخص و توصيات الملتقى الثالث للمدن العتيقة بطنجة الذي حضرته بلدية تيزنيت

طنجة

أسدل الستار عشية السبت 26 أبريل 2014 على فعاليات الدورة الثالثة للمنتدى الدولي للمدن العتيقة والذي تشرف على تنظيمه ” الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة” ، دورة هذه السنة والتي عرفت مشاركة أكثر من 32 دولة ممثلة برؤساء ومسؤولي مدن افريقية وأوروبية بالإضافة إلى تمثيلية الهيئات الأممية ومنظمات دولية ووطنية وكذا بعض الباحثين والخبراء الدوليين في المجال،شهدت تنظيم عدة ورشات وتقديم عروض مختلفة عالجت في عمقها إشكالية التنمية في المدن العتيقة وتقديم الاقتراحات الكفيلة بجعل هذه المدن التراثية وما تزخر به من عبق التاريخ وسيلة أخرى لتحقيق تنمية مستدامة .

جلسة الافتتاح بقصر بلدية طنجة عرفت حضورا وازنا لشخصيات وطنية ودولية أكدت على أهمية هذا الملتقى. الوزير المنتدب في الداخلية،السيد الشرقي الضريس،اعتبر أن هذا اللقاء يعد محطة جديدة لتعميق النقاش والتشاور وتبادل الأفكار حول التجارب الناجحة في مجال التنمية المستدامة للمدن العتيقة، كما أنه يشكل فرصة سانحة لتقوية التعاون والشراكة في المجالات المرتبطة بإشكاليات المدن العتيقة. فؤاد العمري –عمدة مدينة طنجة-رئيس الجمعية المغربية لرؤساء الجماعات-أكد في كلمته على أن دور التراث يظل مهما جدا للبحث عن وسائل كفيلة بتحقيق التنمية المستدامة وللاستفادة من إمكانيات مدن يظل فيها البعد التاريخي والتراثي حاضرا بقوة كما هو الشأن بالنسبة لمدينة طنجة . كما أكد السيد السفياني محمد رئيس الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة ورئيس بلدية شفشاون على أن مشاركة هذا العدد الكبير من دول ممثلة للقارات الخمس بالإضافة إلى المؤسسات العالمية المختصة في مجالات التراث لدليل على نجاح الدورة :”التي مكنتنا من تلاقح أفكارنا وتبادل تجاربنا لتحقيق المطلوب منا جميعا وهو البحث عن سيل جديدة لتطوير تعاملنا التنموي مع تراثنا الغني..” وأضاف :”إن مشاركة عدد كبير من المدن الإفريقية بالخصوص يدخل في إطار السياسة العامة لدولتنا والرامية إلى لانفتاح على الفضاء الإفريقي وهو الأمر الذي فعله جلالة الملك من خلاله زيارته الأخيرة لعدد من الدول الشقيقة بافريقيا جنوب الصحراء…” .

الملتقى عرف طيلة أيامه الثلاث تنظيم ورشات كثيرة ومتنوعة بمشاركة كافة الوفود الدولية وهكذا خصصت الورشة الأولى لموضع:السياسة العامة لإنعاش التراث كمحرك للتنمية المستدامة وتناولت الورشة الثانية ملف :آليات التعاون والشراكة والتضامن لحماية التراث والورشة الثالثة عالجت ملف خدمات وتنمية المدن المتوسطية” المدن التراثية”للقرن الواحد والعشرون،  الورشة الرابعة: أي مستقبل للتراث بالمناطق في وضعية أزمة . وقد قدم الخبراء ورؤساء الجماعات والمدن الإفريقية كل حسب وجهة نظره مجمل تصوره لمشاكل التراث بمناطقه وكذا تصوره لآليات التطوير مؤكدين على ضرورة الاستفادة من التجربة المغربية الرائدة ومثمنين فكرة الملتقى وكدا الشراكات الثنائية التي انبثقت عنه.

وفي المؤتمر الختامي قدم وزير الخارجية الاسباني الأسبق انخيل موراتينوس عرضا قيما حول المتوسط كفضاء ناشط للتواصل والتلاقح (يمكنكم الرجوع إلى التغطية المفصلة للمداخلة الهامة لموراتينوس في الصفحة الأخرى..) .

حفل الاختتام الرسمي عرف تقديم نداء طنجة والذي تلاه السيد عبد الله البقالي عضو الشبكة ونائب رئيس الجهة ،النداء الهام أكد على ضرورة الدفاع على المناطق والمدن التراثية في الأماكن التي تعرف صراعات مثل أفغانستان وسوريا والعراق ومالي وبحضور ممثل مدينة القدس الفلسطينية أكد المشاركون على وجوب حماية التراث الفلسطيني من الانتهاكات اليومية للمستعمر الإسرائيلي وقال ممثل القدس : يجب أن يعرف العالم أن بلدنا فلسطين يظل الوحيد في الكرة الأرضية الذي لا يزال مستعمرا بشكل كلي وما يترب على ذلك من تدمير لتراثنا وحضارتنا.. وفي النهاية تلي السيد الفقيه اللنجري عضو الشبكة-الذي لعب دورا مهما في إنجاح هذا الملتقى -توصيات المنتدى الثالث مجمل هذه التوصيات انصبت حول تقوية آليات التعاون الثنائي والشراكات الموسعة بين مختلف الفاعلين والمؤثمرين من أجل حماية أوسع للتراث العالمي في مختلف المدن التاريخية كما طالبت التوصيات بضرورة التدخل في المدن العتيقة من خلال إنشاء مؤسسات ومعاهد خاصة تعني بالحفاظ على المورث التاريخي وإعادة إدماجه في النسق التنموي كما تم خلال أيام الملتقى تكريم عدد من الشخصيات الوطنية والدولية التي قدمت خدمات جليلة لموضوع التراث والتنمية وتم توقيع عدد هام من الشراكات والاتفاقات الدولية بين الشبكة والمدن التراثية العالمية وبخصوص ذلك يقول السيد عبد السلام الدامون الكاتب العام للشبكة:” بالفعل لقد حققنا المطلوب منا في الشبكة من خلال توسيع فضاء اشتغالها وتوسيع علاقاتها على أكبر مستوى عالمي وما هذه الشراكات التي فعلناها اليوم والتي ستخدم بلدنا ومدننا التراثية إلا دليل على نجاح مؤتمرنا وهذا يفرض علينا الآن التفكير في الدورة القادمة .

شكلت مداخلة وزير الخارجية الأسبق لاسبانيا ، أنخيل موراتينوس أحد أهم محاور المنتدى الدولي الثالث للمدن العتيقة ، حول ” دور المتوسط كفضاء ناشط للتواصل والتلاقح” وبكلمات مدققة عرج على أهم محاور المتوسط : مشاكله وآفاقه المستقبلية …، وأكد على أن المغرب يمكنه أن يلعب دورا رياديا في مستقبل منطقة البحر الأبيض المتوسط.   وقال :”إن مدينة طنجة المدينة التاريخية التي تستقبلنا كل مرة بصدر رحب هي نقطة اتصال بين القارات في بعدها الجغرافي و الحضاري ولهذا فان لها القدرة لزعامة المنتدى العالمي.”

وبخصوص الوضعية الحالية للمنطقة ككل قال:”إن منطقة البحر الأبيض المتوسط تمر بمرحلة صعبة ومهمة والخطأ يكمن في أن الكل ينتظر الحل القادم من الشمال في حين أن الواقع والمعطيات تشير إلى أنه على الضفة الجنوبية أن تبادر بالتحرك وعلى المتوسط الذي مرت منه مختلف الحضارات الإنسانية- عبر بحره واستقرت بمدنه- أن يعود للحياة من جديد ونحن سعداء بالعيش فيه، ولكي نعيش في محيط متوسطنا بكل حرية وطمأنينة علينا أن نعيد له قوة الإبداع والإنتاج العلمي والتكنولوجي..
موراتينوس كان صريحا في انتقاده لمبادرات سابقة كانت ترمي إيجاد حلول للمتوسط لكنها فشلت وقال :”مبادرات منتدى برشلونة وبعدها مبادرة سركوزي وغيرها..كانت مبادرات مهمة ولكن للأسف الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية لم تسمح لها بأن تحقق الأهداف المرسومة ولهذا أصبحت متجاوزة. ..”
وفي نظر مورتانينوس فإن المسؤوليات الكبرى للنهوض بالمتوسط تقع في المرتبة الأولى على المؤسسات الرسمية والدول عموما وتتبعها المؤسسات المتوسطية (وهنا أشار موراتينوس إلى أن هناك مؤسسات ومنتديات عالمية يترأسها العديد من المغاربة والتي يمكنها أن تقدم القيمة المضافة، ولكن للأسف ليس هناك تعاون بينها وليس لها دعم مالي لتحقق أهدافها) والمرتبة الثالثة من المسؤوليات في نظر المتدخل تقع على المجتمع المدني الذي يمكنه أن يلعب دورا محوريا كذلك..
السيد موراتينوس أشار إلى نقطة أخرى لها أهمية كبرى حين قال إن القرن الواحد والعشرين هو قرن المدن وهذا يتطلب تعاون رؤساء المدن فيما بينها
وقال:”بالمناسبة اشكر السيد السفياني رئيس الشبكة المتوسطية لإشرافه على هذا الملتقى الهام..”وليؤكد على دور وريادة المدن في عالم اليوم قال السيد موراتينوس في مداخلته :”إن مدن المتوسط تضم أكبر عدد من المناطق التي تنتمي للتراث العالمي والإنساني ولو طلبنا من منظمة اليونسكو القيام بإحصاء عام لأكبر عدد لوجدنها في محيط المتوسط وليس في غيره…” ولكن النقطة الهامة في محور المدن المتوسطية جاءت عقب التعقيب التالي للسيد موراتينوس حين قال:”لا يمكن لمدننا أن تتحول إلى مجرد متاحف وآثار..طبعا هذا لا يعني عدم رغبتنا في تطوير مجالات السياحة ولكننا كمتوسطيين نود أن نكون فاعلين حقيقيين في مجالات العلوم الحديثة والتكنولوجيا حتى نحقق التنمية المستدامة المرجوة ونواكب التاريخ والحداثة..”
التغيرات التي شهدها العالم في الفترة الأخيرة غيرت جملة من الحقائق وقال مورتينوس بخصوص ذلك :”نحن الآن أمام حقائق جديدة تتطلب منا وضع تصور آخر للأوضاع يضع نصب العين جملة أمور ففي السابق كانت المشاريع والأفكار تأتي من الشمال مثل منتدى برشلونة وحوار تولون وغيره ..اليوم على الجنوب أن يبادر وان يتحرك وعليكم أن تعرفوا أن أوروبا لم تعد قادرة على تقديم المبادرات نظرا لكم المشاكل التي تعيشها…

ولكن يضيف السيد أنخيل :علينا أن نعرف انه بدون إستراتيجية واضحة وأهداف محددة وموارد مالية قارة سنستمر في الحديث فقط دون نتائج..”
وبخصوص علاقة المغرب وجارتها اسبانيا قال :”علاقة  البلدين حاليا متينة ولا تحتاج إلا إلى تقديم مبادرات هامة وأكيد أن البلدين معا يمكنهما أن يقدما أكبر خدمة وشراكة لحوض المتوسط..”

مداخلة موراتينوس لم تكن لتمر دون لمس الملف الشائك للهجرة
وبخصوصه اعترف مورتينوس أن أوروبا نهجت سياسة خاطئة في مجال الهجرة السرية لان دول الإتحاد الأوربي عالجت الملف فقط من الزاوية الأمنية . ويضيف لا يمكننا إغلاق الحدود نهائيا لأنها مثل الحقول الواسعة والمفتوحة والحقيقة الوحيدة هي أن بعض دول إفريقيا تعيش الفقر والحروب وأهلها يهربون من هناك نحو المغرب ثم أوروبا ولهذا فالمعالجة الأمنية ليست حلا وانظروا معي –يقول موراتينوس-ان جل الاجتماعات واللقاءات تتم على مستوى وزراء الداخلية لا الخارجية. أوروبا لا تقدم مشاريع فلاحيه وتنموية لافريقيا ولم اسمع بأي رئيس أوروبي يقوم بزيارة موسعة لدول أفريقا كالسينغال وغامبيا ومالي لتقديم المساعدات والبحث عن حلول واقعية وبالعودة للدور الذي يمكنه أن تلعبه بلادنا قال السيد موراتينوس:

“ان المغرب عموما ومدينة طنجة خصوصا يمكنها أن تلعب دورا رياديا في مجال المتوسطي وأنا اقترح أن يقوم جلالة ملك المغرب بدعوة ملك اسبانيا ورؤساء فرنسا وحتى ايطاليا للقاء ونداء ومبادرة متوسطية كبرى..”
واضاف عمليا:”..ولو كنت وزيرا للخارجية لبدأت في ربط اتصالات ولقاءات مع وزراء خارجية دول أوروبا اسبانيا ايطاليا وفرنسا من اجل الإعداد لمبادرة نداء طنجة للبحث عن حلول ناجعة لمشاكل المتوسط.”

مداخلة مورتينوس في المنتدى شكلت بالفعل القيمة المضافة لملف التعاون المتوسطي والاهم من ذلك هو اعتراف هذا الخبير العالمي في الدبلوماسية والذي يعد أحد أكبر المراجع على المستوى الدولي، اعترافه بدور المغرب وتأكيده على ضرورة إطلاق مبادرة عالمية لإعادة الإشعاع لمنطقة المتوسط ولإفريقيا من بلدنا ومن طرف الملك محمد السادس.

و خلال هذا الملتقى تم توقيع اتفاقيات بين الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة، ومدينة تومبوكتو المالية، والمركز الدولي للمحافظة على التراث، والمؤسسة الدولية للمدن المستدامة، من أجل تبادل الخبرات وتعزيز التعاون البيئي ودعم المخططات المحلية لتثمين وصيانة الإرث الحضاري وتأهيل المدن العتيقة.

وشمل برنامج المنتدى الدولي للمدن العتيقة في دورته الثالثة، عقد جلستين عامتين، تهم الأولى موضوع “التراث والتنمية المستدامة”، وسيتخللها تنظيم أربع ورشات تتعلق ب”السياسات العمومية لإنعاش التراث كمحرك للتنمية المستدامة” و”آليات التعاون والشراكة والتضامن لحماية التراث” و”خدمات وتنمية المدن المتوسطية .. المدن التراثية للقرن الواحد والعشرين”، ثم ورشة “أي مستقبل للتراث بالمناطق في وضعية أزمة ؟”، فيما تمت مناقشة موضوع “التنمية المستدامة في إفريقيا”في الجلسة الثانية.

في اليومين الثاني و الثالث تواصلت  بفندق سولازور بطنجة أشغال المنتدى الدولي وذلك  بتنظيم أربع ورشات تناولت المحاور التالية :

–        السياسات العمومية لإنعاش التراث كمحرك للتنمية المستدامة.

–         آلية التعاون والشراكة والتضامن لحماية التراث

–         دور وخدمات المدن المتوسطية في مجال التراث .

–         مستقبل التراث بالمناطق في وضعية  أزمة.

وقد تعاقب على تأطير هذه الورشات نخبة من الباحثين والخبراء وعمداء المدن الذين أسهموا في تعميق الوعي بأهمية الثقافة والتراث في التنمية المستدامة .

كما تم عرض تجارب لعدد من المدن العتيقة معززة بشفافات ورسوم بيانية اظهرت إلى حد ما تجارب حية وملموسة لهذه الأنسجة العتيقة وجهود المجالس المحلية والسياسات العمومية في الحفاظ على الموروث الحضاري بتدوينه وتسجيله وكذا ترميم ما إعتراه من تصدع من جراء السنين والتشويه.

كما تم استعراض تجارب أخرى اعتبرت نوعا ما رائدة لبعض البلدان المتوسطية بتعاون مع اليونيسكو حيث تم إعداد مدن عتيقة وجهت للاستثمار السياحي وذلك بإعادة تأهيلها بالاعتماد على الابحاث والدراسات في مجال العمارة مع المحافظة على المعايير البيئية وتحسين الخدمات السياحية.وتم الحديث عن ضرورة خلق مقاولات متخصصة في ترميم المآثر التاريخية وخلق مقاولات ثقافية.

كما تم التطرق للتعاون الدولي باعتباره مكملا للسياسات العمومية يواكب ويصاحب المخططات الإستراتيجية المحلية بشراكة مع الفعاليات الجمعوية المحلية وساكنة المدن العتيقة . و اختتم اليوم الثاني من المنتدى بزيارة مؤطرة للمدينة العتيقة.

أما اليوم الثالث والأخير فقد تميز بمداخلة قيمة لوزير الخارجية الاسباني الأسبق ميكيل أنخيل موراتينوس كما أسلفنا الذكر.

وتواصلت المداخلات التي دعت الى تثمين الإرث الحضاري الإفريقي المادي الملموس والشفوي والطقوس الاحتفالية والعادات والتقاليد المتوارثة مع الحرص على اللغة كأداة للتواصل بين الشعوب.

كما استعرضت بعض التجارب الإفريقية و تسجيل الممتلكات الثقافية ورفع هذا الطلب لجعل هذا التراث إنسانيا وعالميا.

كما تم تنظيم جلسة عامة حول التراث والتنمية المستدامة بإفريقيا تطرقت لمختلف الاشكاليات والقضايا الكبرى للتراث بالقارة مع تقديم الحلول الكفيلة لضمان تدبير أمثل للتراث بالمدن العتيقة.

وتم إصدار توصيات تمت صياغتها من طرف المؤتمرين دعت المجتمع الدولي إلى التدخل لحماية القدس الشريف وتراثه الإنساني بسبب ما يتعرض له من تجاوزات عبر القيام بحفريات غير قانونية تهدف طمس الهوية الحضارية للمدينة، وتقوية آلية الشراكة والتعاون الدولي في مجال العناية بالمدن العتيقة وحماية المواقع الآثرية و اعتماد المقاربة التشاركية في تدبير شؤون المدن العتيقة بين مختلف الفاعلين والمجتمع المدني ومؤسسات البحث العلمي والقطاع الخاص والجماعات الترابية والساكنة المحلية و إقرار نظام جبائي وطني ومحلي لتمويل مشاريع ترميم وإعادة تأهيل المدن العتيقة وإدماج التراث في المناهج التربوية والتعليمية.

وفي ختام المنتدى تم إعلان نداء طنجة و رفع المشاركون برقية ولاء وإخلاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

عن موقع بلدية تيزنيت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق