ما الذي أشعل فتيل الصراخ أمام محكمة تيزنيت؟

اعتصام عجوزين 2

ما الذي يحدث في محاكم تيزنيت، نسوة وشيوخ لا حول ولا قوة لهم، يطلبون إنصاف العدالة، فإذا بهم يجدون أنفسهم في قارعة الطريق يفترشون الأرض، يصرحون ويترجون عطف الناس لاسترداد حق مغتصب.

الواقعة التي حدثت للشيخ السبعيني وزوجته، يستوجب على وزارة العدل أن تفتح فيه تحقيق معمق بغض النظر عن الظالم والمظلوم، لأن المسألة لا تهم الشيخ وزوجته بل تهم الرأي العام، إنها قضية رأي عام، بمعنى أنها قضية المغاربة ومعاناتهم مع أحكام القضاء التي تكون في بعض الأحيان قاسية وظالمة. خاصة إذا بنيت على شهادات زور، يتخصص فيها أشخاص يجرون وراء دراهم تجود بها عليهم شبكات أقرب ما تكون منظمة.

يحدث هذا في الوقت الذي ستصرف فيه ميزانية ضخمة في حسابات السادة القضاة، فهل ستحل زيادات الرواتب التي ستشمل بعض درجات حراس العدالة معضلة التقاضي بالتساوي، أما أنها ستكرس الظلم والاستبداد.

وفق الأخبار التي يتداولها الناس بالمدينة ومحيطها، تكون السلطات بالمنطقة تتعامل بنوع من اللامبالاة مع شهود الزور، اذا طان هؤلاء معروفون وترد أسماهم في الكثير من القضايا، ودائما إلى جانب أصحاب المال والنفوذ في مواجهة الفقراء.

لم يمر على شريط فيديو الشيخ السبعيني إلا زمنا قليلا، حتى ظهر شريط آخر، يصور صراخ سيدة أخرى، تستغيث، وتشكي ظلم العدالة. حيث رحجت بعض الروايات أن السيدة تعيش نفس حكاية الشيخ السبيعني وزوجته.

مثل القضايا التي تتعلق بالأرض وإثبات الملكية لها، في مدينة يطغى على ضواحيها الطابع البدوي، حيث الناس جبلوا على العادة، لا التوثيق، يصعب الوصول إلى وثيقة إدارية تتثبت التملك، اللهم العقود التي كانت تنجز في عهد سيادة المؤسسات الدينية حيث كان الفقيه يشرف على توثيق عقود الناس.

هنا يطرح التساؤل هل من الصدفة أن يصرخ الناس على قرارات العدالة هكذا دون وجه حق؟ هل يعقل أن ترتفع حدة الشكاوى والصراخ على قرارات محاكم تيزنيت دون أسباب؟ من يقف، إذن، وراء هذه المشاهد؟ العدالة أم لوبيات تحتمي بالعدالة؟ أسئلة كثيرة تنتظر الأجوبة. فيما يستمر الشيخ السبعيني وزوجته في افتراش الأرض صارخا في انتظار تحقيق العدالة. وفي انتظار أن يأمر مصطفى الرميد، المشغول بالمناسبة بورش إصلاح العدالة وتحقيق إجماع القضاة عليه، دون إصلاح أحوال العباد… مشاهد

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. سال دات يوم الفيلسوف شيشيرون لماذا تغضع الشعوب الشرقية انذاك للظلم فاجابهم شيشيرون فقط لانها لا تعرف قول كلمة لا .
    عديدة هي مشاكل هذه الجهة اقتصاديا اجتماعيا قضائيا لكن لما تدير ظهرك للمشاكل ولا تبوح حتى بها فلا تنتضر الفرج اما ما قاله الكاتب عن علاقة الزيادة في اجور السادة القضاة فارجو كم ان توقروا هذا الجسم فهو يعاني وحدار من ربط وظعية السادة القضاة بما تنتجه المحاكم فقضية ابا يجو قد تكون هناك فعلا مسافة بين الحقيقة القضائية التي حكم بموجبها القاضي والحقيقة الواقعية التي تتحذث عنها الصحافة والراي العام بصفة عامة .الا ان هذا لايحول دون سلك مساطر اخرى للوصول الى الحق .ولما لا فتح تحقيق لردع المجرمين اصحاب المصالح .ومرة اخرى ارحمو العاملين بالقضاء ولا تحملوهم وزر الفساد .

  2. Hassane Talibi
    20 janvier
    بعض قضاة المغرب في غنى عن ما يضخه بن كيران في أرصدتهم من أموال للكف عن الرشوة بقدر ما هم في حاجة لضخ شحنات روحية لإيقاظ ضمائرهم,فهم يحصلون على أضعاف الزيادة الشهرية التي طالتهم في قضية واحدة,وسماسرتهم كفيلون بإتقان المهمة.إصلاح القضاء بالمغرب لن يتأتى باعتماد المقاربة المالية و الاجتماعية بل بتفعيل الرقابة و المحاسبة وتحديد المسؤوليات و الإختصاصات.استشراء الفساد بالمحاكم ليس وليد الساعة, فإلى متى هذا النزيف؟وإلى متى يظلم الناس في دولة الحق والقانون؟محكمة تزنيت مثلا يكاد بنيانها ينهار مما تشهده من خروقات,سماسرة يتبجحون بكونهم فوق القانون وبنفوذهم داخل ردهات المحاكم و شهود زور يتم استئجارهم علنا ويمثلون في قضايا مختلفة قد يتزامن بعضها و تكاد مقاعد قاعة الجلسات تعرفهم..فكيف يتجاهلهم العقلاء؟

  3. ألا أيها الظَّالمُ المستبدُ ………. حَبيبُ الظَّلامِ، عَدوُّ الحياهْ
    سَخَرْتَ بأنّاتِ شَعْبٍ ضَعيف …….. وكفُّكَ مخضوبة ُ من دِماهُ
    وَسِرْتَ تُشَوِّه سِحْرَ الوجودِ …….. وتبدرُ شوكَ الأسى في رُباهُ
    رُوَيدَكَ! لا يخدعنْك الربيعُ …….. وصحوُ الفَضاءِ، وضوءُ الصباحْ
    ففي الأفُق الرحب هولُ الظلام ……… وقصفُ الرُّعودِ، وعَصْفُ الرِّياحْ
    حذارِ! فتحت الرّمادِ اللهيبُ ………. ومَن يَبْذُرِ الشَّوكَ يَجْنِ الجراحْ
    تأملْ! هنالِكَ.. أنّى حَصَدْتَ ……… رؤوسَ الورى ، وزهورَ الأمَلْ
    ورَوَيَّت بالدَّم قَلْبَ التُّرابِ ……… وأشْربتَه الدَّمعَ، حتَّى ثَمِلْ
    سيجرفُكَ السيلُ، سيلُ الدماء ……… ويأكلُك العاصفُ المشتعِلْ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق