أفتاتي يسحق مُحترفي الهروب إلى الامام في "مباشرة معكم"

aftati2

في برنامج “مباشرة معكم” لهذه الليلة (15-1-2014)، نجح “ع أفتاتي” ،عن “العدالة والتنمية”، في سحق خصْميه من خلال مزجه اللبيب، بحسب سياق الكلام، بين الهدوء والشدة في تدخلاته، بإفحامه لممثِّليْ “الإستقلال ” و “الأصالة و المعاصرة”…
ففي الوقت الذي حافظ فيه على خطاب متجانس متّجه ، رأسا، إلى وجوب إجتثات تنّينالفساد الذي رَعتْه الأحزاب التي حكمت عقودا ، كان غريماه يهربان إلى الأمام عندما اشتد عليهما الخناق.. ولم ينجحا أبدا في استدراجه إلى الموضوعات الأيديولوجية، أي إلى المزايدات الرخيصة التي احتميا بها عندما اشتدَّ الخناق المضروب عليهما من قبل ممثّل البيجيدي في البرنامج..
ومن أمثلة هروبهما المفضوح تحريف النقاش نحو الأيديولوجيا للهروب من مستنقع الفساد الذي تلوّثت به أيدي وزراء هاتين التشكيلتين، خصوصا “الإستقلال”…أما الولادة المخزنية للأصالة والمعاصرة فهو الفساد عينه.. إذ هو ثمرة لفساد سياسي عمّر طويلا منذ كديرة والبصري و الذي لايمكن إلا أن يعطي جزبا فاسدا مفسدا، حزب ٌ وُلد وفي فمه ملعقة من ذهب..
وباشتداد الخناق على ممثل هذا الحزب ، لم يجد بُدّا من تهريب النقاش نحو تعاطف “البيجيدي” مع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، والذي ، بنظره المختل والحسير، كاف ليرفضه الشعب المغربي..كما لو أن هذا الشعب وكّل “الروداني” عن “البام ” ليتحدث باسمه…فبئس التوكيل حتى لو حدث..
أما أفتاتي ، فقد أقسم بأنه سيموت فقيرا كما عاش في كنف أبيه الذي كان “مخزني” بسيط جدا.. وبأن ثقافة “الهمزة” التي اغتنى بها الوزراء السابقون على حكم البيجيدي، سيُقطَع دابرها إلى الأبد..على يد حزبه الحاكم مسنودا بأغلبيته الحكومية والبرلمانية..
يُذكر أن “أفتاتي” فجّر قنبلة في الحلقة عندما قال بأن كل الوزراء السابقين كانوا يشترطون على الشركات التي تتعاقد معها وزاراتهم من خلال مشاريع و أوراش رشاوى ضخمة تذهب إلى أرصدتهم البنكية السمينة جدا..وبتلك الرشاوى باتوا يملكون أموال “قارون ” في المغرب وخارجه..علما بأن أيْسَرهُم لايتجاوز راتبه الشهري كأستاذ جامعي 15000 درهما..وصار يلعب بالملايير، أي يعبث بالمال العام كما شاء كيفما بدا لها ..
على كل حال،إستطاع “أفتاتي” أن يسرق الأضواء في برنامج كولحسن ، على الأقل لأنه أظهر المعارضيْن الشرسيْن لحكومة “بنكيران ، وخصوصا لحزبه ،في وضع المُرتبك و المتشنّج الذي فقد أعصابه مع افتقاده لحجة أخرى غير الصراخ والتخوين وافتراض ارتباطات خطيرة بين البيجيدي وجهات أصولية من شأنها تهديد إستقرار البلد وتخريب الإستثناء المغربي..
هروب ممثل البام إلى الأمام كان فعلا مفضوحا ومثيرا للشفقة ، الشفقة ليس عليه كشخص بل على هذا الوطن المنهوب، والذي لازال هناك من يتربّص به الدوائر لمزيد من النهب..تحت يافطة الغيرة على الشعب المغربي والخصوصية المغربية!!
أنا خصم أيديولوجي للعدالة والتنمية، لكن عندما يتعلق الأمر بالنقاشات السياسية (العملية) أجد وزراءه وبعض برلمانييه أكثر تألقا و قدرة على الإقناع من كل ممثلي ألوان الطيف السياسي المغربي..
لذاك حرصتُ على الإدلاء بهذه الشهادة.
ع الله زارو

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. تتبعت الحلقة إلا أن ما جاء به الأخ قد يكون استنباطه هو,قراءته الخاصة، إلا أن المتتبع للبرلماني عبد العزيز أفتاتي، سيرى كيف أفل نجمه،لا في البرنامج ولاحتى قبل البرنامج، لأن هناك تناقضات، دخلها اليوم في حياته السياسية، فكيف كان البارح يرعد ويزبد هو إخوانه متهمين وزير الخارجية الحالي بالفساد- وأنا متفق معهم بأنه رأس الفساد- بل يطلع علينا أنذاك السيد عبد الإله بنكيران، ويوصي الشعب المغربي بخطورة هذا الرجل على بلدنا، وإذا بالحزب يقربه منه ويتحالف معه بشكل غريب، لن نفصل في مجموعة من التناقضات التي ساهمت في إضعاف أفتاتي في البرنامج بحيث تعذر عليه إقناعنا وإقناع ضيوفه في البرنامج بالمبررات التي ساقها من أجل التهرب من عدم تمكن الحزب من مواجهة الفساد ولو بعرض حالة واحدة على القضاء، علما أنهم صعدوا إلى سدة الحكم تحت هذاالشعار، وعلما أنهم أكدوا في مناسبات عديدة أنهم يملكون دلائل في ملفات خطيرة مايشيب لها الطفل، بل تحدوه الضيفن المشار إليهما بأن مكان الفاسدين هو السجن وليس عفا الله عما سلف، وتبييض أموال المهربين والبزناسة على يد الوزير اللأول تحت يافطة إبراء الدمة، ماكان يقوله أفتاتي وبوانو…أيام زمان أصبح اليوم يدافع عنه في البرنامج ويبرره بشكل يثير أحيانا الشفقة على أفتاتي

  2. السياسة في بلادنا تعلمنا ما يلي
    الكذب المعسول لاخفاء الحقائق
    النفاق من اجل الوصول الى مربع النظام
    الف وسيلة لتحقيق الغايةوالغنيمة *الاغتناء*
    لاثقة في كل مايقوله الممارس لفن السياسة
    وهذا هو سر العزوف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق