غدا تنطلق فعاليات ملتقى تيزنيت للثقافات الحضرية / بلاغ

ملتقى تيزنيت للثقافات الإفريقية

      تستعد مدينة تيزنيت لاحتضان ملتقى تيزنيت للثقافات الافريقية في دورته الأولى أيام 17 -18 يناير 2014 بدار الثقافة محمد خير الدين، تحت شعار: ‘ البعد الافريقي في الهوية المغربية ‘..الذي تنظمه جمعية الشيخ ماء العينين للتنمية والثقافة بشراكة مع المجلس البلدي لمدينة تيزنيت وبتعاون مع معهد الدراسات الافريقية التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط، وبدعم من المعهد الملكي للثقافة الامازيغية وجامعة ابن زهر …

    ويتضمن برنامج الندوة 21 عرضا علميا يلامس مختلف جوانب العلاقات والروابط التاريخية والحضارية بين المغرب وباقي الدول الافريقية، يؤطرها مجموعة من الباحثين من 12 بلدا افريقيا.

   وتراهن الجمعية على أن يكون هذا الملتقى موعدا ثقافيا قارا، يلتفت كل سنة الى قضايا ترتبط بالعلاقات المغربية الافريقية، وفرصة للتداول وتقاسم هموم افريقيا بين الباحثين من مختلف التخصصات داخل الجامعات الافريقية.

   وستجدون رفقته ملفا حول الملتقى ، إضافة الى الأرضية المؤطرة للندوة .

ورقة تقديم الندوة

      ندوة البعد الإفريقي في الهوية المغربية التي ترسم معالمها هذه الورقة والتي اختيرت لها أيام 17 -18 -19 يناير 2014، نأمل أن تكون موضوعا ” للملتقى الأول لتيزنيت للدراسات والأبحاث الإفريقية ” الذي اخترنا له هذه السنة ” البعد الإفريقي في الهوية المغربية ” والذي نروم منه أن يواكب ويغني النقاش العلمي المفتوح في موضوع مكونات الهوية المغربية كما حددها دستور المملكة الأخير(2011).

      هذه الندوة التي نريدها وطنية في أهدافها ودولية في أبعادها تحتضنها مدينة تيزنيت، تتعدد محاورها ساعية إلى رسم المعالم المأمولة الجديدة والعصرية للعلاقات الوطيدة التي تجمعنا كأفارقة. هذه العلاقات التي تحكمها اليوم، كما الأمس، الهوية المتسمة بالتعدد والتمازج والتعايش والتلاقح الحضاري. وللمغرب بحكم حضارته وثقافته وموقعه الجغرافي ميراث كبير يؤهله لتقديم التصورات والمقترحات المستقبلية الداعمة للتنمية والرقي بقارتنا كلها وبهذا الجزء الشمالي منها خصوصا.

     إن عبارة ” إفريقيا قارة المستقبل ” التي تتردد اليوم كثيرا في العالم يحتم علينا مرة أخرى أن نبني نحن الأفارقة أسس هذا المستقبل. ولن يتأتى لنا هذا دون العمل جميعا على الغوص في تاريخنا الحضاري لتعميق هويتنا المشتركة والتأسيس “لإفريقيا المستقبل وعالم الغد.”

    وكما يقال “التجديد أيضا قتل القديم بحثا”. وللحكمة الإفريقية وحكماء وعلماء إفريقيا الكثير من الخبرة والمعارف والتجارب التي يجب أن تشارك في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ البشرية. وبذلك يؤدي المغرب وكل إفريقيا ما عليهم من أدوار سامية للحضارة الإنسانية التي تراهم اليوم حقا قارة المستقبل.

       يقول عبد الله العروي: ” بقدر ما الكشف عن حقيقة الروابط بين المغرب وإفريقيا مرسوم في ماضينا بقدر ما التعاون معها مضمن في ثنايا مستقبلنا، نحن إذا بصدد مشروع طويل الأمد متوالي الفصول متعدد الأشكال، إن فهم روابط المغرب بالبلاد الإفريقية الأخرى على حقيقة عمقها وفي نطاقها الواسع جزء من مشروع فهم أنفسنا، وهذا ليس مشروعا ظرفيا وليد اندفاعات وقتية عابرة، بل هو مشروع مرسوم في هياكل وبنى كياننا”

     فما هو موقع مدينة تيزنيت من كل هذا؟ ببساطة لأنها تمثلت فيها جل العناصر المكونة لهويتنا المغربية، وجعلت شعارا لها:” الهوية تمازج وقبول للتنوع والاختلاف” ففيها من الأمازيغية والعروبة والإسلام والحسانية والإفريقيــــة والعبرية بل والأندلسية الشيء الكثير الذي لازالت معالمه واضحة في كل مناحي الحياة.

      موقع مدينة تيزنيت من هذا أيضا أنها تعطي المثال الحي على أن المغرب صحراوي إفريقي عبر التاريخ. فلم يختر العالم والمجاهد والولي الشيخ ماء العينين مدينة تيزنيت بمحض الصدفة ولكن لأنها فضاء تتكامل فيه عناصر الهوية المتينة للمغرب، الذي نسعى إليه والذي قوى وسيقوي إفريقيا المستقبل.

      ففي هذه المدينة استطاع الشيخ ماء العينين القادم من قلب الصحراء الإبداع والكتابة والدعوة إلى الرقي والمؤاخاة، وخلف لنا تراثا غنيا رائعا أصيلا، فاخترناه لمكانته مثالا للمدارسة في هذه الندوة .

لماذا تنظيم ملتقى تيزنيت للثقافات والأبحاث الإفريقية ؟

جاء تنظيم الملتقى لعدة اعتبارات:

1- مصادقة المجلس البلدي بتاريخ 29 أبريل 2013، على مقرر عقد شراكة مــــع جمعية الشيخ ماء العينين للتنمية والثقافة لتنظيم ملتقى سنوي تحت عنوان: ملتقى تيزنيت للثقافات والأبحاث الإفريقية، وذلك بالموازاة مع الموسم السنوي للعلامــــة الشيخ ماء العينين.

 

2- عملا بتوصيات المنتدى السنوي للجمعيات الذي دأب المجلس البلدي على تنظيمه كل سنة بمناسبة الدخول الاجتماعي والثقافي، خاصة في دعم الجمعيات الحاملة للمشاريع التي تسعى الى تمكين المدينة من مواعيد وأحداث كبرى على مدار السنة.

3- استحضار القضية الاولى للمغرب في كل هذا العمل، وهي قضية الصحراء المغربية والدفاع عنها .لان الدفاع عنها، هو دفاع عن الهوية الوطنية.

4- التعريف بالروابط التاريخية والحضارية التي جمعت طوال قرون المغرب وباقي الدول الافريقية، دعما وإحقاقا لما جاء في خطب جلالة الملك، من أن المغرب بلد إفريقي وسيبقى بلدا ذا امتدادات إفريقية متوسطية.

5- إبراز دور سوس ،وخاصة تيزنيت، في تعميق الروابط بين المغرب والدول الافريقية جنوب الصحراء.

6- الاعتزاز بالأدوار الريادية التي اضطلع بها الشيخ ماء العينين وابناؤه من بعده في  الدفاع عن حوزة الوطن والتشبث بأهداب العرش العلوي المجيد و نشر العلم والتصوف في العمق الإفريقي.

7- استغلال ميزة الموقع الجغرافي لتيزنيت ،وحيوية أبنائها وحماسهم المعهود  للقيام بمبادرة طموحة لتحقيق وتعميق المبادرة الملكية لتنمية التعاون جنوب – حنوب.

8- خلق فضاءات للتواصل والتمازج والتعاون بين الباحثين من المغرب ومختلف الدول الافريقية ،في إطار الابعاد والاشكال ،بما يعزز المجهودات الرسمية لتقوية العلاقات التاريخية بين أقطارنا ، وفق ما يشهده المغرب من نهضة رائدة .أصبح معها نموذجا متميزا بفضل حكمة وبعد نظر جلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي نعتز بأن يصادف انطلاق فعاليات هذا الملتقى احتفالات الشعب المغربي لتخليد الذكرى الخمسينية لميلاد جلالته .

أهداف الملتقى:

 

تنشيط و خلق دينامكية محلية سياحيا و اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا بالموازاة مع الموسم السنوي للعلامة الشيخ ماء العينين .

التأسيس لتقليد ثقافي والشروع في إحداث نواة يرتادها الباحثون في الشأن الإفريقي (ندوات – مكتبة تعنى بالتراث المغربي الإفريقي – متحف للحضارة الإفريقية…)

إحداث جائزة سنوية للشيخ ماء العينين، عرفانا وتكريما من المدينة لكل المساهمين في خدمة وتعميق الوشائج والروابط الحضارية بين المغرب وإفريقيا.

دعم وتشجيع الباحثين والباحثات الشباب على ارتياد المجال الإفريقي باعتباره رافدا من روافد الهوية الوطنية، ولكون إفريقيا قارة المستقبل.

الانفتاح على جميع مجالات الإبداع الفني والثقافي، والتعريف بكل مظاهر وتجليات هذا التمازج الحضاري.

دعوة كل المهتمين من إدارات ومؤسسات رسمية، وجمعيات وهيئات مغربية وإفريقية إلى الإسهام والمشاركة في هذا المشروع الحضاري الشامل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق