«السطو» على أرض ب100 مليار ومقربون من البصري في قفص الاتهام

وتفيد المعطيات المتعلقة بالملف أن مقربين من البصري، ما زال لبعضهم نفوذ، ضمنهم القيادي في الاتحاد الدستوري الحسين الحداوي، تمكنوا من الحصول على العقار المذكور باسم شركة مدنية عقارية، بموجب عقد بيع مؤرخ في سنة 1996، رغم أنهم على علم بأن العقار موضوع عدة نزاعات تروج أمام القضاء.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى سنة 1977 عندما أبرم مجموعة من الأشخاص عقدا عرفيا مع أجنبي كان يملك العقار المذكور، قام بموجبه ببيع الأرض لهم، وبسبب عدم تمكنهم من تسجيل عقد البيع سالف الذكر بالمحافظة العقارية لجؤوا إلى القضاء لتسجيل العقد، كما حصلوا على اعتراف من وريثة الأجنبي، في سنة 1980، تشهد فيه بصحة عقد البيع. كما أن المختبر الوطني للأمن الوطني أدلى بخبرة تفيد بصحة التوقيعات الموجودة بعقد البيع المذكور.
وتشير المعطيات إلى أن وريثة الأجنبي المذكور تراجعت عن اعترافها وقامت بتفويت الأرض إلى ابنها وشخص آخر عن طريق عقد هبة، حيث حصل الابن على ما مجموعه 80 في المائة من المساحة الإجمالية للعقار، في حين حصل شخص آخر، وهو مغربي الجنسية، على 20 في المائة، وفي ظرف شهر قام الأخيران ببيع العقار إلى شركة عقارية في ملكية سياسي معروف بالدار البيضاء وأحد المقربين من إدريس البصري.
وتبرز نفس المعطيات أن الشخص المقرب من البصري قام مباشرة بعد حصوله على العقار بتقسيمه إلى 56 بقعة أرضية، وتفويت ما يقارب 40 قطعة أرضية لمؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لموظفي وزارة الداخلية التي كان يديرها آنذاك إدريس البصري.
وتوضح المعطيات ذاتها أن الإسراع بتفويت العقار إلى الشركة المذكورة شهرا على التوقيع على عقد الهبة المشار إليه كان الغرض منه التهرب من نتائج الدعوى القضائية الرائجة أمام القضاء.
وفي سايق ذي صلة، اعتقلت الشرطة القضائية، أول أمس الأحد، خالد البصري، نجل وزير الداخلية الأسبق إدريس البصري، داخل منزله ببوزنيقة. وكانت العناصر الأمنية حاصرت الضيعة التي يوجد بها منزله، والتي ورثها عن والده قبل أن تداهم منزله وتعتقله.
وجاء اعتقال نجل البصري بعد أن تسبب في الثانية صباحا من يوم فاتح نونبر الحالي، في حادثة سير خطيرة بالطريق السيار الرابط بين الدار البيضاء والرباط داخل المجال الحضري للعاصمة الاقتصادية، حيث صدم بسيارته الرياضية سيارة كان على متنها زوجان وطفلهما، أصيب إثرها الضحايا بجروح متفاوتة الخطورة.
وفر الابن الأصغر للوزير الراحل إلى داخل المدينة، لكن بعض العناصر الأمنية تعقبته وتمكنت من إيقافه، فهاجم العناصر الأمنية بالسب والقذف، قبل أن يمتطي سيارة أخرى ويفر في اتجاه المجهول. وهو ما جعل الأمن الولائي يجند كل عناصره للبحث عنه، ويهتدي إلى «ضيعة الفدان» التي توجد بمحاذاة القصر الملكي ببوزنيقة، وهي هبة ملكية من الملك الراحل الحسن الثاني لوزير داخليته آنذاك إدريس البصري، وهناك تم اعتقاله من طرف عناصر من الشرطة القضائية الولائية بدعم من الشرطة القضائية بابن سليمان.
وذكرت مصادرنا أن خالد البصري مثل، أمس الاثنين، أمام وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالدار البيضاء، ومن المنتظر أن يسفر التحقيق القضائي معه عن تطورات مثيرة للاشتباه في كونه كان في حالة غير طبيعية.

نشر في المساء يوم 07 – 11 – 2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق