منطقة تغيرت: قبلة سياحية لعشاق جبال الأطلس الصغير

كلها إمكانيات و مميزات تجعل من سكانها أكثر افتخارا و اعتزازا بمنطقتهم التي لا تخلو من إرث تاريخي عريق ، وما يعزز و يوطد هذا الوضع هو محافظة السكان على هذا الإرث أو الموروث التاريخي و كذا الثقافي بما هو الوجه و المرآة التي تنعكس عليها هوية المنطقة برمتها.

ليس من السهل على اللغة أن تستوعب كل ما تدخر عليه هذه المنطقة في جوفها من مميزات وخصائص ، من أفراح وأتراح، من نجاحات وكبوات، من تقاليد راسخة في الأبدان و الأذهان، كيف للكلمات أن تفجر نفسها في حضرة مملكة غادرها النسيان و التصقت بها الذاكرة و لاتريد مغادرتها ، إنها ذاكرة حية مفعمة بالآمال و الطموحات وإرث غير قابل للبوار أو الكساد، لا تستطيع اللغة بإمكاناتها النحوية و التعبيرية سوى أن تترجم نفسها في شذرات من هنا و هناك، لأنها منطقة تعجزاللغة عن احتوائها . لكن من المعلوم ، أ ن اللغة قادرة على أنها تطوع ما لا يقبل التطويع ، تفجر ما لا يقبل التفجير ، تنقل الحدث فور حدوثه، تنقل الكلام من مساراته الملتوية إلى حيز النطق و التحقق.هذه هي اللغة ،لا شيء يردعها ولا حتى يفكر أن يتملص من سطوتها.

تقع منطقة تغيرت TIGHIRT جنوب شرق مدينة تزنيت ،وتمتد على مساحة 180كلم2 تقريبا،تحدها شمالا جماعة سيدي احمد أموسى ،وجنوبا إفران الأطلس الصغير التابعة لإقليم كلميم، ومن الشرق تحدها جماعة بوطروش وإبضر ، أما غربا فتحدها سبت النابور وأيت الرخاء.

ترتفع منطقة تغيرت عن سطح البحر بعلو يقدر بحوالي 1000م ،ويغلب على تضاريسها الطابع الهضبي مع وجود بعض المناطق المنبسطة . أما على المستوى المناخي فيعتريها طقس يميل إلى الحرارة خلال الصيف و البرودة في الشتاء.

في فصل الشتاء ،تعيش تغيرت فترة أكثر إثارة ، تلبس حلة جديدة كما لو أن عيدا قد أقبل، في هذا الفصل تضحى متماثلة و مشابهة لمدينة عالمية ذات الصيت العريق و التليد؛إنها مدينة الأحلام البريئة هي العاصمة البريطانية لندن LONDON .أين يكمن هذا التماثل؟ يتجسد في الضباب المتردد دائما على أرضها ، وتغطي جبالها التي تحاصرها من كل الجوانب، وتكاد الرؤية تنعدم، سحب تخترق الأنفاس و تجعل الجسم يتفاعل معها و إحساس بقشعريرة تدب في الجسم كله ، لكنه منظر يمتع النظرة و يغريها بالمشاهدة و التأمل.

تنتمي تغيرت إلى قبائل إمجاض وهي قبائل تنتشر في مناطق شاسعة من غرب الأطلس الصغير،وتمتد بين خطي عرض29.30 و 29.20 و خطي طول 9.30 و 9.10 .

تقدر ساكنة هذه المناطق بحوالي 38000 نسمة من أصل 64597 نسمة إجمالي ساكنة دائرة لخصاص . لكن إداريا صارت هذه المناطق تابعة لإقليم سيدي إيفني ، بعدما كانت في الماضي القريب تابعة أو موضوعة تحت نفوذ إقليم تزنيت.

جماعة تغيرت هي المعقل ، وهي الأصل ،هي النواة و المركز ،هي القلب النابض و الدينامو الذي يضخ في شرايين المناطق المجاورة لها دماء جديدة نقية ،خالية من كل ما قد يفسد خلاياها، المناطق المتاخمة لهذا المركز نذكر منها على سبيل المثال لا الحصرجماعات مثل جماعة إبضر و سبت النابور و بوطروش و أنفك . تقدر مساحة جماعة تغيرت ب 190كلم2 ،أما من حيث ساكنتها تقدر ب 8205 نسمة ، أما جماعة إبضر 65كلم2 ، تصل ساكنتها إلى حوالي 5491 نسمة، سبت النابور 100كلم2 و 4649 نسمة ، أنفك 330كلم2 و 8151 نسمة.  

تشكل مدينة تزنيت المجال الحضري الأكثر قربا بالنسبة إلى ساكنة تغيرت ، هي الملجأ الآمن الذي يستقطب كل من أراد أن يدبر احتياجاته و يقتني ما يلزمه من أشياء ؛ هي القبلة السياحية المفضلة التي تعتبر في عمقها متنفسا حقيقيا لآستنشاق حركية الحياة و الإستئناس بروح المدينة و ضجيجها الصاخب، وحركات المشاة و السيارات و كل ما يجعل الحواس مستيقظة و متأهبة و ليست في حالة من الكسل الفكري و الخمول الشتوي . تبعد مدينة تزنيت عن تغيرت بمسافة 60كلم ، القبلة غير قصية ،فوسائل النقل متاحة ورهن الإشارة مع الأخذ بعين الإعتبار عامل الزمن فهو محدد ومحسوم أمره.

حافلات أزغار الكبرى AGB تبصم حضورها قبل أن تداعب الشمس أرض تزنيت النائمة، قبالة مسجد السنة و مقهى أوروبا تنتصب الحافلات في مواقعها و هي منذورة للإندفاع نحو وجهتها المألوفة، الخامسة صباحا، لا أحد في الشارع سوى رنين أصوات  محركات بعض السيارات التي يسمع صداها من بعيد بين الفينة و الأخرى. يصعد رجل يتردد باستمرار على ركوب الحافلة و في أوقات معينة لا يخاذلها، ينطلق السائق و يشرع الرجل في النوم و لا يستيقظ إلا في اللحظة التي يشعر فيها أنه قد وصل إلى محطته، يناضل ضد الزمن الغادر، ينتشل قوت يومه من فم بركان، التعب باديا على محياه، لكن إرادته من حديد و القوية طردت مفعول الإستسلام من عقر دارها. يوم الجمعة هو اليوم الأكثر تميزا دون الأيام الأخرى، إنه يوم السوق الأسبوعي، ومنطقة تغيرت المعروفة أصلا بجمعة تغيرت نسبة إلى سوقها الذي يأتي إليه الداني و البعيد، الزائر و الغريب، السائح و الجوال، يأتي إليه الناس من كل حدب و صوب ، تتوجه الحافلة ناحية الطريق المؤدية مباشرة إلى مدينة كلميم ، لوحات التشوير تشير إلى مدن العيون، ، كلميم ، بويزكاران وعاصمة الدولة الموريطانيا نواكشوط،وسان لوي ،وكم من الكلومترات التي يجب قطعها للوصول إليها. تسير الحافلة مارة على قرى الركادة ، وأولاد جرار، على بعد كيلومترات عن أولاد جرار تلوح مقهى العرايكيب من بعيد، وتسير الحافلة مع هبوب رياح العلو التي بدت تخترق جسد الحافلة المنهك، وتجبرها على تغيير سرعتها كل مرة، تبعد الآن لخصاص ب 15 كلم و كلميم ب 70 كلم ، تترك الحافلة ال
طريق الرئيسية ملتفتة شمالا حيث تصعد نحو قرية ميرخت المنضوية تحت نفوذ دائرة لخصاص بمعية سيدي احساين أوعلي، تتوقف و يصعد رجال محملون بلوازمهم الضرورية للتسوق. في هذا اليوم ، تتوقف الحافلة مرارا و تكرارا ، تصل إلى أيت الرخاء بعدما تسلقت محنة  العقبة المضنية التي تعاني منها الشاحنات المحملة بالأثقال.

أيت الرخاء مفترق للطرق بين من يود التوجه إلى سيدي احمد أوبلعيد التي تبعد بحوالي 6كلم و تغيرت ب 20كلم؛ فالمدة التي تقضيها الحافلة للوصول إلى تغيرت حوالي ساعة و نصف، أما سيارات الأجرة ذات اللون الأخضر فتختصر المسافة إلى حدود ساعة زمنية. لكن في حالة آختيار سيارة الأجرة فلن تنطلق إلا أن يكتمل العدد، وما عليك إلا أن تمارس رياضة الإنتظار ، إنه طقس إنساني مميت، إنه العذاب الأبدي الذي يجتاح الكينونة الإنسانية ويجعلها على شفا هاوية من السقوط في فراغ يبيد الجسد و الذهن.

صبيحة السوق الأسبوعي، أمام مقر الجماعة القروية و قيادة تغيرت ،يخيم جو مختلف عن باقي الأيام الأخرى، تبدو الحياة متحركة تسكنها الهرولة، الكل يساهم في هذا الإحتفال بهذا اليوم، هو ضيف شرف ليس بثقيل تقدم له كل لوازم الضيافة المعروفة عن ساكنتها، ولا يكون ثمة تقصير من شأنه، أمام مقهى أحمد أومولود تتخذ سيارات الأجرة صفوفها ، وهي تحج بكثرة خلال هذا اليوم،  أصوات الباعة المشفوعة بالميكروفون يتردد صداها في الأعالي، طفل رفقة أبيه يقيس هندامه الجديد هو عبارة عن زي تقليدي يتميز به سكان المنطقة  و الفرحة تغمره ولا يخفيها، هو زي تقليدي قد يتخذ مرة شكل الدراعية تارة،وطورا شكل جلباب مع تعدد في ألوانها وأحجامها.  من المميزات الأكثر فرادة التي تتخلل هذه المنطقة والتي قد تشد أنظارك و تستهويك هو اللباس الموحد بين مختلف الفئات العمرية ، هو القاعدة و لن تصادف حالات آستثنائية ، هو لباس بمثابة تقليد عريق موروث جيل عن جيل، فهو يحافظ على الإستمرارية ؛هو إرث تاريخي لا يجب إتلافه أو طمس معالمه.

على متن الحافلة المتوجهة إلى تزنيت خاطبني رجل كان جالسا بجانبي “أنا من عائلة بو طالب ،قدمت من مدينة الرباط ، عندما  أقترب من جذوري و منبع أصلي العائلي أرتدي هذا اللباس، فهو عبارة عن واجب عليك تطبيقه بحذافيره، وبالمناسبة فإن عائلة بوطالب ينحدرون من دوار إسكيوير ،و يقال على أن الملك مولاي إسماعيل أثناء ولادته حمل على وجه السرعة مباشرة إلى المدينة الزيتونة مكناس ، وهي عائلة  أغلب أفرادها يحترف مهنة الجزارة…”.

السوق كمكان  لتبادل السلع والأشياء ،يمنع على المرأة أن تلج أبوابه المقدسة، السوق إحتكار شرعي ومقبول بالنسبة للرجل، هو الملك المشاع الذي يزهو فيه الرجل و يمرح و يترح؛السوق ملتقى للرجال و لنزعة ذكورية سارية المفعول.فالرجل هو الذي يتكفل بالتسوق من حيث أن هذا الأخير هو معقل للذكورة بآمتياز،في حين أن المرأة يستحيل عليها أن تلجه على آعتبار أنه طابو بالنسبة إليها عليها ألا تدنو منه.مفهوم الذكورة هو بمثابة ثقافة مهيمنة بقوة، وثمة تمظهرات وتقسيمات تزكي هذه الثقافة ، على المرأة أن تتشبت ببيتها حيث رائحة الأنوثة تكتنفه، إبداء الطاعة و الخنوع لكلمات الرجل بما هي أوامر إلهية منزهة عن الخطأ و الدنس، ففيى لب التقسيم للعمل ثمة مفعولات للهيمنة و الجبروت و التي يتم تبريرها أنطلاقا من الفرضية التي أكل عليها الدهر و شرب وهي فرضية الإختلافات البيولوجية. فالسوق هو الصيغة التي تترجم فيها الذكورة و تتضح. الذكورة هي تمرين واستعداد يجب أن يصقل،”بعد الولادة ، يوضع الطفل على اليمين(جانب ذكوري) من أمه المستلقية بدورها على الجانب الأيمن. وتوضع بينهما أغراض ذكورية بآمتياز، كمشط للندف وسكين كبير و مقطع وواحدة من حجارة المنزل. كذلك هي أهمية قص الشعر للمرة الأولى مرتبطة بأمر أن الشعر،وهو أنثوي، هو أحد الروابط الرمزية التي تربط الطفل بالعالم الأمومي،وإلى الأب ترجع مهمة القيام بتلك القصة الإفتتاحية بالموسى، وهي آلة ذكورية ، في يوم الإنفصال بالناير، وقبل الدخول الأول بقليل إلى السوق، أي في عمر يقع بين السادسة و العاشرة. ويستمر عمل الترجيل أو إزالة التأنيث déféminisation بمناسبة ذلك التقديم في عالم الرجال ومناط الشرف و الصراعات الرمزية الذي يتمثل في أول دخول إلى السوق… “(1) .

حياة المرأة تنسجها في صمت مطبق، وفي خانة الهامش المنسي و المنبوذ، في حين أن الرجل ينسجها على دائرة المركز ونواته الصلبة. ما على المرأة سوى أن تلتحف النسيان ، وتخون الذاكرة، المراة هنا غير مرئية ،فهي تتحاشى كل لقاء أو صدفة، أو التقاء، تمشي وعيونها مسمرة على الأرض، عندما تصادف إحداهن أو جماعات يتبادلن الحديث وأنت تحاول أن تصعد الجبل لآستنشاق هواء رطب و خفيف يقمن  بتغطية و جوههن،ولا تظهر سوى العيون كتعبير عن ثقافة ما فتئت تترسخ و تحافظ على نفسها على مر الأجيال و التاريخ من مغبة التلاشي و الإندثار و المحو.

خلال الحفر الأركيوبوجي للبنية الكامنة التي تتخفى من ورائها مفعولات هذه الثقافة و تختمر، نجد على سبيل المثال حفلات عقد القران.ومنطقة تغيرت في الحقيقة لها خصوصياتها و فرادتها التي تنفرد بها عن باقي المناطق الأخرى سواء في جهة سوس ماسة درعة أو في باقي الجهات المغربية المتبقية.هي طقوس تشكل كلمة إسيكل مبتدأها؛هي كلمة أمازيغية مشتقة من الفعل “إسيكل” الذي يعني طلب و بحث، وهو الحدث الأول الذي يسبق العرس، فبعدما يرغب الشاب في الزواج ،فإنه يخبر والديه بواسطة أحد رجا
ل القرية ،فيبادر الأب إلى طلب الفتاة من أبيها، إلا أن الطرفين غالبا ما يسعيان إلى أن تتم هذه العملية في ظروف تطبعها السرية التامة الى حين كتابة عقد الزواج ،كي لا تتسرب الأخبار إلى الآخرين ،فيفسد هذا الزواج عن طريق ما يمرر من أخبار كاذبة إلى العريس حول العروس، أو إلى هذه الأخيرة حول العريس، لذلك يتم آختيار الليل كوقت للذهاب إلى بيت أهل الفتاة قصد طلبها من أبيها.

عندما نتأمل تفاصيل وسيناريو هذه البداية ،يبدوللعيان أن مدلول الفعل باديا و متعينا ومهيمنا ، مترسخا و جاثما؛ وعندما نتأمل كلمات مثل: بواسطة،السرية، الإعتقاد، بمعنى الإعتقاد في فساد الزفاف، يظهر على أن مضمون العلاقة بين الأبناء و أوليائهم مشمولة بمنطق محافظ، فالإبن لا يفصح عن سريرته لمن هم أقرب إليه منه إلى الآخر ، الغريب. فالآخر هو الذي يتدخل و يهدم جدار الصمت ، وما كان في سريرته مختفيا يصير الآن مرفوعا نحو العلن و الجهورية.هي طقوس تحمل في ذاتها إيحاءات و رموز و دلالات ،وتعبر عن الوضعية الإجتماعية التي تحتلها المرأة داخل نسق أو منظومة  تفكير معين. “واقع المرأة من خلال حيثيات و طقوس الأعراس هو جزء من مشروع دراسة أنثروبولوجية للمنطقة نشتغل عليه حاليا. “

تنتمي منطقة تغيرت  إلى قبائل إمجاض ذات التاريخ المجيد، و التي دافعت و ساهمت بالغالي و النفيس؛ تعيش مجموعة من الإكراهات  تحد من عزيمتها وإرادتها في المساهمة في تقدم المنظومة الإقتصادية للبلاد، لكن رغم كل الصعاب و الإكراهات الموضوعية فإنها لا تقف حجرة عثرة أمام صلابة أفراد الساكنة اللذين تنطوي أنفسهم على غيرة قوية نحو جذورهم و أصولهم غير القابلة للإقتلاع من تربتها الصلبة؛فثمة مجموعة من الجمعيات التي تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، وترميم ما يمكن ترميمه، وتضميد ما يمكن تضميده من الجراح التي باتت مفعولات التهميش تطالها ،وإيقاف نزيف لا تدري إلى أين سيجد توقفه.كيف السبيل إلى الخروج من ظلمات الكهف إلى نور الشمس الساطع و الساكنة لا تعلم ما العمل؟ بين آجتياحات البدو الرحل التي تعيث في الأرض فسادا ،وبين جنون الخنازير البرية التي تلتهم الرطب و اليابس؟ ترى أين المفر من هذه المتاهة الغريبة.

تستفيد ساكنة المنطقة من فرص التعلم نظرا لتواجد مدرسة للتعليم الإبتدائي “المعري”، و التي يستيقظ وعي الأطفال فيها على حقيقة الأبجديات الأولى ويحتكون بها، بالإضافة إلى الثانوية التأهيلية محمد اليزيدي ،التي تأسست سنة 1994 من القرن الماضي، وهي تتوفر على مكان-داخلية- لإيواء جميع التلاميذ اللذين يرغبون في متابعة الدراسة و الإلتحاق بالتعليم العالي؛ تستقطب كل الأفواج التي تأتي من كل الأماكن و الدواويرو المداشر المجاورة كإبضر و بوطروش،إدبنيران،إسكوير،سبت النابور،أيت المحفوظ…..

الموسيقى لغة الروح والجسد؛هي الكلمات التي تحرك الأرواح الساكنة ،وتجعل الجسد يعبر عن نفسه من خلال الرقص؛ وسكان تغيرت مشمولين بهوس لا مثيل له نحو الموسيقى و الرقص و يخلقون فرص للحياة و الفرح؛ فالفرح وحده يستحق أن يدوم و يخلد. في هذا الصدد، تتميز منطقة تغيرت بهيامها بأحواش و هي موسيقى مقرونة برقصات وكلمات و أصوات، أحواش إدوا سملال له العراقة و الصيت في نفوس الساكنة. لماذا لا يفكر أهل القرار و المجتمع المدني و السكان في خلق مهرجان يعملون على تسميته “بمهرجان موسيقى أحواش ”  ، كي تكون المنطقة أكثر شهرة و معقل للسياح المغاربة و الأجانب،ولتفادي كل نسيان أو تهميش.

بجبالها المكسوة بنبات أزاكونيت و الدغموس ، وببردها القارس الذي تعيش تغيرت تفاصيله وفصوله كاملة، تستمر قصة هذه المنطقة مع الحياة ،وكفاحها من أجل ألا تضيع جهود الأسلاف هباء منثورا، وألا يضيع تاريخ طويل من العطاءات وتضحيات لا تنسى.   

الشبكة العربية العالمية: رشيد لمهوي
ا
الشبكة العربية العالمية –

-(1) بيار بورديو :الهيمنة الذكورية،ترجمة د سلمان قعفراني،مراجعة د ماهر تريمش، المنظمة العربية للترجمة، توزيع : مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة الأولى،بيروت، نيسان(أبريل) 2009 ، ص50.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق