أبو زيد المقرئ الإدريسي من تيزنيت: إن مايقع في الأمة الإسلامية اليوم هو تاريخ يعيد نفسه

أبو زيد

أكد المفكر الإسلامي المغربي  أبو زيد المقرئ الإدريسي آخر هذا الأسبوع الذي ودعناه في محاضرة ألقاها بتيزنيت من تنظيم فرع حركة التوحيد والإصلاح بالمدينة على أن ما تعيشه الأمة الإسلامية اليوم بعد الثورات العربية  هو تاريخ يعيد نفسه ، داعيا هاته الثورات العربية بعدة أوصاف منها ( أنها ثورات مجددة ،أصيلة،جماهيرية ،راديكالية، مصلحة،متخلقة وأخيرا واعدة لها آفاق  مستقبلية كبيرة) ضاربا الأمثلة بمجموعة من المفكرين الأجانب  الذين سماهم أبو زيد بالرجال الشرفاء الذين دافعوا عن الربيع العربي أو الديمقراطي أو الإسلامي أو ربيع  المستضعفين والمقهورين  كجوهان تشومسكي في أمريكا الذي قضى 65 سنة من النضال والذي يبلغ من العمر حاليا 95 سنة وألف 60 كتابا حول المستضعفين وخصوصا كتابه المشهور ” ما الذي يريد العم سام؟ ” والذي يؤكد المقرئ أنه يجيب إجابات مباشرة عن ما الذي نريده اليوم،حيث أكد أبو زبد في محاضرته على أن هذا الربيع الديمقراطي هو محطة تاريخية فاصلة ليس  لمهاجمة هؤلاء الحكام الفاسدين المفسدين الضالين عملاء إسرائيل ولكن لمواجهة سيدتهم وصانعتهم الإمبريالية العالمية والبيت الأبيض للولايات المتحدة الأمريكية والحركة الصهيونية العالمية ،كما أشار المحاضر إلى مفكرين آخرين جابهوا الإمبريالية الغربية والأمريكية ودافعوا عن ثورات المظلومين من الجماهير الشعبية  كروبير بيك في بريطانيا وألان كرينس في فرنسا  ومايكل مور في أمريكا،كا بين  أن ما يسمى بالربيع العربي أو الديمقراطي اليوم هو نفس ما مرت به الأمة الإسلامية  مذكرا لما وقع للمسلمين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في  هزيمة غزوة أحد مستدلا بقوله تعالى “فسيروا في الأرض فانظروا كيف كانت عاقبة المكذبين” وهي تجارب مماثلة وقعت بعد ذلك في إفريقيا وآسيا لشعوب إسلامية وأخرى علمانية أو شيوعية ،يضيف المتحدث نفسه،  تجتمع في أمر واحد وهي أنها انتفضت ضد الهيمنة الإمبريالية الأمريكية والغربية والفكر الصهيوني الإقطاعي ،مذكرا بما وقع لباتريس لمومبا واثنين من مساعديه في ستينيات القرن الماضي  حين كشف أحد الجنود البلجيكيين البالغ من العمر 80 سنة( السن القانوني للحصانة القانونيةفي الغرب)  في ندوة صحفية  فضيحة مقتل لومومبا بالرصاص من طرف خونة انقلابيين فتم تقطيع جثثته مع مساعديه بقاعدة عسكرية بلجيكية وفي الوقت نفسه أصدر القصر الملكي البلجيكي بلاغا صحافيا كاذبا يدعو الثوار ومتى كان الإنقلابيون ثوارا؟؟ ، يردف أبو زيد،  آنذاك بزعامة الخائن موبوتو سيسيسيكو بعدم إلحاق الأذى بباتريس لومومبا ،وكذلك فعلت الولايات المتحدة الأمريكية ،يردف أبو زيد ،مع بن لادن فتم قتله وإتلاف جثته نهائيا ورميها في البحر  وكذلك فعل جمال أتا تورك مع سعيد النورسي آنذاك في عشرينيات القرن الماضي والذي تم إخفاء جثته بمقبرة سرية بعد أربع سنوات من مقتله غير معروفة إلى اليوم ومليارديرات حركة النوريين مستعدون لدفع ملايير الدولارات اليوم لمعرفة قبره لكن دون جدوى، وكذلك فعلت الإستخبارات الفرنسية مؤخرا مع جثة روجيه كارودي المفكر الفرنسي والذي أسلم مؤخرا حيث أقدمت على إسراع عملية تسليم الجثة ولم تعلم عائلته ليتم  إتلاف جثته بحرقها من أجل عدم معرفة قبره نهائيا، مشيرا إلى انقلابات أخرى على الديمقراطية سنة 53 بإيران و60 انقلاب على الديمقراطية في تركيا و63 في الكونغو و65 في نيجيريا أهم وأكبر وأغنى دولة نفطية في إفريقيا (المسلمون بها بنسبة 60 في المئة والمسيحيين 10 في المئة والوثنيين 30 في المئة) يستفيد من خيراتها الإمبريالية الأمريكية والأوربية ،فبعد نجاح  المسلم التيجاني المسالم البشوش أحمدو بيلو في الإنتخابات الرئاسية،يؤكد أبو زيد،  حيث صوت عليه حتى الوثنيون وبعد سنة وقع ضده انقلاب رغم تحذيره من طرف غيورين على البلد  من أربع جنرالات مسيحيين والذين اغتالوه ، وفي 73 بالشيلي تم انتخاب رجل ديمقراطيا قد ينتفض ضد مصالح أمريكا والغرب فجاء اللوبي الأمريكي الغربي ببينوشي وسمته آنذاك رئيس الحركة التصحيحية بالشيلي والذي قتل قرابة مليون مواطن شيلي تحت التعذيب الشديد وبعد ربيع أمريكا اللاتينية هرب المجرم وتمت حمايته من طرف الدول الإمبريالية بريطانيا وبعد ذلك بمدريد بإسبانيا حيث تم سجنه هناك إلى أن بلغ 90 سنة  ليتم العفو عنه بقرار ملكي ، وسنة 89 بعد انهيار الإتحاد السوفياتي ينتعش ربيع أوربا الشرقية لتظهر الدول الست الإسلامية مطالبة باستقلالها كان أهمها طادجيكستان بعد نجاح امرأة خطيرة في هدم الإتحاد السوفياتي وهي مسؤولة في وكالة الأمن القومي الأمريكي وهي كونزاليزا رايس حيث عرقلت نجاح تجربة الطادجيكيين في الحكم ،حيث دفعت،يضيف أبوزيد في محاضرته، كونزاليزا بمعية الدبلوماسية الخارجية الأمريكية  بالتحالف بين القوميين والشيوعيين وإقصاء الإسلاميين المكونين الثلاثة لطادجيكستان ،لكن القوميين عاكسوا الرغبة الأمريكية نظرا لكرهم الشديد والقديم للشيوعيين فتحالفوا مع الإسلاميين ،قتدخل المال الأمريكي والإجرام الصهيوني والسلاح الروسي فكما قتل مليون شيلي في مدة 20 سنة ،قتل مليون طادجيكي في سنة واحدة  نصفه قتل بالقناصة والرصاص والنصف الآخر لقوا حتفهم بعد هروبهم إلى وادي في الحدود الأفغانية كما يموت السوريون اليوم بالجوع والبرد  ،يردف بحسرة وألم اللساني في محاضرته ، بعد إقدام أمريكا وحلفائها على دعم الشيوعيين فاعتصم القوميون والإسلاميون ليتم فض اعتصاماتهم بالبلطجية
كما تم في مصر وغيرها ليخلص إذن المحاضر إلى تكرار نفس المنهج قديما وحديثا من طرف آلة القمع المدعمة من أمريكا وغيرها من الدول الإمبريالبة الديكتاتورية، ليعرج المحاضر على ربيع الجزائر سنة 91 فذكر بكتاب ” الحرب القذرة” لضابط جزائري برتبة كولونيل كشف فيه عن حقائق مرعبة للتعذيب والذبح والتنكيل  للنظام العسكري الجزائري ضد الشعب الذي صوت على الإسلاميين فرفعت الحكومة الجزائرية آنذاك ممثلة في وزير دفاعها دعوة قضائية  ضد الضابط بفرنسا وأجريت محاكمة دامت سنة ونصف ،فألف الضابط كتابا آخر سماه “محاكمة الحرب القذرة” حيث كشف النقاب عن أدلة وبيانات أخرى واستطاعت المحكمة الفرنسية أن تبرئ الضابط من التهم المنسوبة إليه هذا الضابط الذي كان محاميه ،يضيف أبو زيد،  مخضرم كان يدافع عن أولئك الضباط الذين كانوا مظلومين من طرف فرنسا آنذاك سنة 54 ليرافع ضدهم بعد 91 لأنهم أصبحوا ضباطا سامين بالجيش الجزائري  ثم جلادين بعد ذلك ، كما كان هذا المحامي مستشارا قانونيا لدى المرحوم عبد الكريم الخطيب عندما كان وزيرا للصحة ، وفي عام 2009 بالهندوراس وقع انقلاب أيضا على الديمقراطية وهاته الدولة استفادت من تجربة تشافيز بفنزويلا إلى جانب 5 دول لاتينية أخرى حيث دعمت الدول العظمى ،يردف أبو زيد قائلا،بعد 6 أشهر من الإنتخابات الرئاسية  انقلابيين ليعتصموا بميادين كميدان التحرير بمصر يشتمون الرئيس المنتخب بطريقة ديمقراطية متهمين إياه أنه لم يحقق الأمن والتنمية فتم الإنقلاب عليه، لينتقل إلى الحديث عن الأوضاع في مصر إبان مبارك مركزا على الإختراق الأمريكي والصهيوني والأوربي لنظام الدولة وبعض جمعيات المجتمع المدني مذكرا لما وقع لوزير الصحة في عهد مبارك الذي أوقف شركة أمريكية لصنع الدواء بعد استفادتها لأزيد من 25 سنة من الأسواق الداخلية المصرية لتنتفض ضده السفارة الأمريكية بمصر وبعض الجمعيات المخترقة ،ليخلص المحاضر لأمور أساسية يجب التركيز عليها لتجاوز ما تعيشه الأمة الإسلامية اليوم وهي أولا ان الأمل في الله وحده ثانيا النظر والإعتبار في تاريخنا وتاريخ  الأمم السابقة من قبلنا  ثالثا الحذر من عصر الإنقلابات وقد يأتي دورنا لا قدر الله ونسأل الله العافية لأننا بشر ممن خلق  مذكرا بقوله تعالى “قل فلم يعذبكم بذنوبكم  إن كنتم مومنين بل أنتم بشر ممن خلق ” وبالتالي فهناك خطان لا ثالث لهما للإصلاح  وهما خط الثورة الفرنسية الذي هو خط الدم والإنقلاب (نموذج مصر وسوريا واليمن) وخط الإصلاحات الأمريكية ، مؤكدا أن أمريكا خربت هذا الربيع لأنها لم تصنعه ولم تتدخل في صناعته ( خرج ليها من الجنب) لأنه يتعارض مع مصالحها ، ولم يقع في المغرب ثورة  بل حراك اجتماعي ذو سقف محدود جدا وبدأ المغرب العميق يستعيد نشوته كما يستعيد الأقدمون في كل الدول مجدهم وكراسيهم ،وأن فكرة محاربة الأرهاب الذي رفعته أمريكا خلال تفجيرات 2001  ،يضيف المحاضر، لم يعد العنوان الرئيسي عند الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك ينصح المحاضر وزارة العدل والحريات  باعتماد المسطرة الجنائية لأن ما فيها كاف لمكافحة الإرهاب لدينا في المغرب وفي دول العالم لتثبيت الأمن الحقيقي في المغرب وهو الأمن ضد المخدرات والسرقات ومكافحة عصابات وشبكات الدعارة المحترفة الدولية  ونهب المال العام والإنكباب على الأمن الإجتماعي بالأساس ولكن الأنظمة العربية عموما تمارس الأمن القومي بطريقة مخابراتية وإديولوجية عقيمة ،معرجا أن ما وقع في مصر انقلاب بكل المقاييس الدولية ولأن أمر مصر يهمنا لسسب رئيسي وهو موقعها  الجيوسياسي   بإفريقيا والعالم العربي الإسلامي إذا نزلت مصر الجو العام للدول العربية والإسلامية  كله سينزل وإذا صعدت سيصعد ، وأن ماوقع ويقع ،يسرد المحاضر، في سوريا  أكثر بكثير مما فعلته الآلة الإسرائيلية بجنين  2009 وكل مدينة من مدن سوريا بفعل نظام الأسد جنين ،وبعد انقلاب مصر ساءت أحوال مليون سوري رحلوا إلى بلدان العالم عبر قوارب الموت ومنهم من حل بالمغرب عبر وجدة ، لأن الرأس الذي يحرك العالم العربي هو مصر شئنا أو أبينا ،ليبرز أثناء إجابته لأحد المتدخلين يسأل عن هل نحن في المغرب نعيش الإستقرار أم الإستقلال؟ قائلا أننا في بلدنا نعيش الإستقرار وليس الإستقلال لأننا لازلنا نعيش تحت الضغوط وآخرها ما وقع مؤخرا في مشروع قانون تجريم التطبيع مع إسرائيل الذي تقدم به فريق من فرق الأغلبية مدعما بفريقين من المعارضة وآخرين من فرق الأغلبية مما حرك الدبلوماسية الأمريكية والصهيونية للضغط على صناع القرار المغربي بعدم إدراج هذا القانون لمناقشته في البرلمان المغربي ،بل هم يضيف المحاضر،يهددون بإيقاف هذا القانون بل سيكون الموقف مع المغرب موقف آخر (خصوصا في القضية الوطنية)  رغم أنه لم يسجل بعد في كتابة الضبط بالبرلمان  مع العلم أن تونس أول من أدرجه كبند في الدستور،كما أن دعم المغرب للإنقلاب الأخير في مصر قرار مفروض عليه من المجتمع  الدولي الداعم للإقتصاد والمانح للقروض والإعانات وكذلك فرض على المغرب مجموعة من الإتفاقات الدولية ( في الإشارة إلى سمو القوانين الدولية على القوانين المحلية) وأي واحد يمكن أن يشتكي بالمغرب لدى المحاكم الدولية (الأمم المتحدة) ،كما ضرب المحاضر مثالا لأستاذ فرنسي يدرس الإقتصاد زار فنزويلا ثلاث مرات وألف كتابا بعنوان “الإقتصاد المناضل” من 8 مجلدات حول الربا كجرم اقتصادي يأكل فيه الأغنياء أموال الفقراء وعن تسجيله لشريط وثائقي  يتحدث فيه عن تجربة فنزويلا،و
كبف أخذ تشافيز  أموال  النفط الفنزويلي لدعم قطاعي الصحة والتعليم ،كما عرج المحاضر في إيجاباته على الإتفاق الأخير بين أمريكا وإيران وأنه في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية لأن إيران مخنوقة جدا في الآونة الأخيرة بسبب الحصار الإقتصادي عليها منذ 30 عاما وأن التجربة النووية الإيرانية والتي عارضتها أمريكا ودول فلكها إنما هي ذريعة لدحض كل تجربة تنموية ولو كانت صغيرة ولو في دولة ميكروسكوبية وأعطى مثالا على دولة لاغوس وهي دولة صغيرة بكمبوديا لأن مناضلة يسارية بهاته الدولة نجحت في تجربتها الرائدة في العمل التعاوني الزراعي مستقلة عن الهيمنة الإقتصادية الأمريكية   فنجحت في الإنتخابات الرئاسية ، فاستغلت أمريكا الحرب ضد فييتنام فكانت ست طائرات تتوجه إلى فييتنام و أربع أخرى تتجه لقصف لاغوس فمحت تلك الدولة الصغيرة الفقيرة من خريطة العالم لأن ببساطة ،يضيف أبو زيد ، أمريكا ضد أي تجربة تنموية كيفما كانت لا تعتمد على الإقتصاد والهيمنة الأمريكية، كما لم يفوت المحاضر الإشارة في إجاباته على محاربة الهيمنة الإقتصادية الأمريكية للبنوك الإسلامية التي صمدت رغم الأزمة المالية  العالمية ، وقد عبر مجموعة من الحاضرين للمحاضرة في تصريحات متطابقة لموقع تيزنيت 24 على أن المحاضر وضع اليد على الجرح الذي تعاني منه غالبية الأنظمة السابقة  عبر دول العالم وذلك بتبعيتها للمنتظم المصلحي الإمبريالي وأن تجارب دول رائدة والتي كان يتزعمها أبطال كفيديل كاسترو ومانديلا وتشافيز ورئيس دولة كوريا الشمالية المناهضين لهاته الدول الإمبريالية وللصهيوينة العالمية قليلة جدا سواء في الدول الغربية أو امريكا أو العربية والإسلامية منبهين في تصريحاتهم إلى خطورة القادم من الأيام نظرا للمخططات الإستراتيجية لهاته الدول التي لاتهمها سوى مصالحها الخاصة ضاربة بعرض الحائط جميع الإتفاقيات الدولية في مجال حقوق الإنسان أو غيرها .

 المراسل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق