الكابوس في همسات تيزنيتية من أمريكا : المْغَاربة فين مَّامشيتي (1)

الكابوس

في  البداية  لابد من أن أتقدم بالشكر الجزيل  لإدارة موقع تيزنيت 24 على إتاحة الفرصة لي لمشاركة القراء بعض الجوانب من التربة التي أعيشها حاليا بالولايات المتحدة الأمريكية . هذه الهمسات الأسبوعية أتمنى أن تنال إعجابكم و تروقكم.

  من تيزنيت إلى فيلاديلفيا. 

             كان متوقعا  أن تنطلق  الرحلة من مطار أكادير  المسيرة  على الساعة  التاسعة و خمسون دقيقة إلا أنني  انتظرت لأزيد من  ساعة و نصف تقريبا  نظرا لإلغاء رحلتي  و كان علي انتظار الطائرة القادمة من السنغال  لتقلني  إلى مطار محمد الخامس  بالدار البيضاء. بعد حوالي ساعة تقريبا من الطيران حطت بنا الطائرة بالدار البيضاء و كان علي الانتظار هناك إلى حين موعد الرحلة الثانية صوب مدينة نيويورك.

            التحق بي أربعة زملاء مغاربة لنستقل الطائرة حوالي الواحدة زوالا متوجهين إلى بلد ‘الأحلام’ . لاحظت على متن الطائرة التي كانت تابعة لشركة الخطوط الملكية المغربية وجود عدد  كبير من الأفارقة مرتدين  أزيائهم   الإفريقية التقليدية   و يتحدثون بصوت عال و كأنهم على متن أحد الحافلات وسط مدن أفريقيا, كنا أنداك في اليوم السابع و العشرين من رمضان و اضطررنا للإفطار  في الطائرة .

           كانت مدة الرحلة تسع ساعات بالتمام و الكمال فوق مياه المحيط الأطلسي ; تعرفت خلالها على العديد من الأصدقاء من دول متعددة.   استمتعت بجمالية المحيط الأطلسي كما كانت لدي رغبة جامحة في الوصول إلى أمريكا.

          وصلنا إلى مطار نيويورك بسلام و حطت بنا الطائرة في مطار JF KENNEDY  الدولي  و لعل ما أثار انتباهي هو و جود ممرات خاصة لمراقبة المسافرين الأمريكيين وحدهم و التي تمر بسلاسة كبيرة جدا  و وجود ممرات خاصة بغير الأمريكيين حيت يصطف هِؤلاء المسافرون  في صفوف طويلة و يخضعون  لمراقبة أمنية مشددة . بعده استلمنا حقائبنا التي ستضيع فيما بعد  أثناء الرحلة الموالية  صوب مدينة فيلادلفيا الجميلة . لم ننتظر طويلا حتى حان موعد رحلتنا التي استغرقت حوالي ساعة و نصف بالطائرة .

حقائب ضائعة.

           وصلنا إلى مطار فيلادلفيا وكانت الساعة تشير تقريبا إلى العاشرة ليلا بالتوقيت المحلي  و كانت السماء تمطر أنداك  ترحيبا بقدومنا ربما . استقبلنا أحسن استقبال رفقة ثلاثة من الإخوان الجزائريين  لكن الصدمة الكبرى كانت لما اكتشفنا أن حقائبنا غير موجودة  على حزام الأمتعة  انتظرنا و انتظرنا و انتظرنا  لكن دون فائدة.

          كنا أربعة مغاربة  و بعد أن فقدنا الأمل   في وصول أمتعتنا توجهنا إلى أحد مكاتب  شركة DELTA للاستفسار عن  حقائبنا  بعد إن أدلينا بمعطياتنا  الشخصية و رقم الرحلة أكدت لنا السيدة بالمكتب أن حقائبنا لا تزال في مطار نيويورك وأنها لم توضع على متن الطائرة التي أقلتنا كما اعتذرت باسم الشركة عن الضرر المعنوي  الذي لحق بنا جراء ذلك و تعهدت  بأننا سنتوصل بأمتعتنا في غضون ساعات و ستقوم الشركة بإيصالها  إلى العنوان الذي سنقيم به . قبل مغارتنا للمطار  قدم لنا مكتب الشركة حقيبة صغيرة تحتوي على مواد النظافة و الحلاقة و معجون الأسنان إضافة إلى قميص للنوم.

          أقلتنا حافلة خاصة إلى مقر إقامتنا بهده المدينة الرائعة حيت وصلنا حوالي الحادية عشرة و النصف ليلا  بعدها استلمنا غرفنا و أخدنا قسطا من الراحة  قبل البحت عن مكان نتناول فيه وجبة السحور . تناولنا وجبة العشاء و السحور بأحد المطاعم قرب مقر إقامتنا و عدنا لنخلد للراحة بعد  حوالي  ستة عشرة ساعة من الطيران .

اليوم الأول بأمريكا.

         كأي مغربي نشأ في البادية  انبهرت بالمباني الضخمة و وسائل النقل الحديثة و التنظيم الرائع بهذه المدينة و احترام الناس للوقت . كان لابد لنا من زيارة للمدينة بحكم أننا صائمون و برنامج عملنا لن يبتدئ  إلا في اليوم الموالي .  التحق بنا بعض الإخوان من تونس و فرنسا في جولتنا هذه حول المدينة.

        مدينة تاريخية بامتياز و معالم أثرية إضافة إلى تعدد ثقافي و عرقي  يجعل من المدينة قبلة سياحية بامتياز كما تتوفر هذه المدينة على واحدة من أحسن الجامعات في أمريكا و ربما في العالم ;     استمتعنا  بجولتنا  و التقينا بالعديد من الجنسيات و تعرفنا  على ثقافات مختلفة.

المغاربة  ‘فيما مشيتي’ 

      بعد انتهاء جولتنا ارتأينا  أن نستقل سيارة الأجرة للعودة لمقر إقامتنا . كنت أنا و زميلي زكرياء من مكناس و محمد جهاد من تونس على متن  سيارة الأجرة لنكتشف أن السائق لم يكن سوى مغربي من وجدة

تحدثنا كثيرا عن الأحوال في أمريكا و المغرب أثناء الرحلة و أخبرنا بالكثير من الأحداث التي عايشها هنا كما قدم لنا مجموعة من النصائح  قد تفيدنا أثناء إقامتنا هنا و فور وصولنا إلى مقر الإقامة  سلمنا له ثمن الأجرة لكنه أقسم جهد أيمانه أنه لن ياخد منا و لو سنتا واحدا و أمدنا ببطاقة عمله  طالبا منا  مهاتفته إن اقتضى الحال .

كانت هذه الهمسة الأولى ………………………………….. انتظروني في الهمسة الثانية الأسبوع القادم

  

بقلم :  ابراهيم الكبوس 

[email protected]

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. أولا أتمنى للأخ الكابوس إقامة سعيدة ببلاد العم سام وأتمنى أن يكون خير سفير للتعريف بالثقافة والهوية المغربية. فعلا الإلتقاء بالآخر كذات فردية أو جماعية مختلفة يشكل لحظة اكتشاف ليس فقط لهذا الآخر وإنما للذات أيضا. هي تجربة ثقافية فريدة نتمنى أن تنقل لنا تفاصيلها على صفحات هذا الموقع المتميز. أتمنى لك التوفيق وحظا موفقا

  2. hi Mr.ibrahim
    I’m so proud that Ifrane gave birth to successful people same as you. It was amazing and awesome having you here in the USA with that Moroccan traditional outfit to speak about our beautiful country. however, i was so sad since i wasn’t there to meet you. principally Philadelphia is only two hours from where i live. great job and good contuniation

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق