الحكومة تقلص مناصب الشغل بالقطاع العام بـ6 آلاف وظيفة

بنكيران

قلص مشروع قانون المالية 2014، الذي أعدته الحكومة وتقدمه اليوم أمام مجلس النواب لمناقشته والمصادقة عليه، عدد مناصب الشغل على مستوى الوظيفة العمومية، حيث اكتفى المشروع بإحداث 18 ألف وظيفة جديدة فقط في السنة المقبلة.

وكان قانون المالية لسنة 2013 قد تضمن إحداث 24 ألف وظيفة في مختلف القطاعات الحكومية، خاصة التعليم والصحة، بينما شمل قانون المالية للسنة قبل الماضية 2012 خلق 22 ألف وظيفة، ما يؤشر إلى منحنى تراجعي في إحداث الوظائف العمومية بالمغرب.

ويرى الدكتور عمر الكتاني، أستاذ اقتصاد التنمية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن القطاع العمومي بالمغرب يوظف أكثر من طاقته بدون حاجيات حقيقية لهذه التوظيفات، مشيرا إلى أن عددا من التوظيفات تتم لأسباب ودواعي سياسية وانتخابية أساسا.

وأردف الكتاني، في تصريحات لهسبريس، أن تقليص التشغيل في القطاع العمومي أمر صائب، باعتبار أن التوظيف في القطاعات العمومية، عدا المؤسسات التي تحتاج إلى الأطر مثل التعليم والصحة، يعد توظيفا غير منتج للبلاد، مضيفا أن هناك عددا من الموظفين لا ينتجون شيئا، ويتلقون أجورا عن ذلك.

وبالمقابل، يُكمل الخبير الاقتصادي، فإن الحكومة يجب أن تنخرط في تأهيل حاملي الشهادات العاطلين، حتى يمكنهم إنشاء مقاولاتهم الخاصة، فضلا عن ضرورة الدعم المادي والمواكبة البعدية لمسارات هؤلاء الشباب من ذوي الشهادات الجامعية العليا.

وشدد المتحدث على أن الأمر يستوجب توفر الحكومة على تصور إصلاحي شامل، وليس معاجلة القضية من منظور جزئي فقط، مشيرا إلى أن موضوع تأهيل الشباب لسوق الشغل لم ينطلق فعليا بعد بالبلاد، حيث إن هؤلاء الشباب يحتاجون لإعادة التأهيل لدعم ما تعلموه نظريات في مدرجات الجامعات.

وأفاد الأستاذ الجامعي بأنه إذا كانت الدولة تحاول التملص من التوظيف في القطاع العمومي، فعلى الأقل يجب أن يبادر الاقتصاد الوطني إلى توظيف الشباب في المشاريع الاستثمارية، مشددا على أنه يجب أن تحافظ الدولة على دورها التقليدي في التوظيف الاستثماري، خاصة الاستثمار الاجتماعي.

وقال الكتاني إنه ليس ضد سن الدولة لسياسة تقشفية، غير أنه يتعين أن تكون لها تصور شامل لتشغيل الشباب العاطل، مبرزا أن أحد الحلول لهذه المعضلة يكمن في الاستثمار في الملف الاجتماعي، خصوصا في القرى والأرياف، من خلال إنعاش المناطق القروية لمنع تدفق شبابها نحو المدن بحثا عن العمل، مما يفرز ظواهر اجتماعية تشكل قنابل موقوتة مع مرور الوقت”.

هسبريس ـ حسن الأشرف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق