يوميات طالب تيزنيتي في تركيا (6) بقلم مصعب غلاب

Diapositive2

كما وعدتكم في الجزء الماضي ، سنتحدث اليوم عن العيد … العيد بعيدا عن العائلة … بعيدا عن الأصدقاء … العيد في الغربة ، أول ما أحسست به في هذا العيد ، هو أن يوم العيد جاء كباقي الأيام ، يمعنى أن ذلك الشوق الذي يأخذنا ليوم العيد لم أجده هذه السنة ، ذلك الشوق الذي يأخذنا للذهاب إلى صلاة العيد للإلتقاء بالناس و تبادل تهاني العيد ، و المصالحة مع أشخاص و نسيان كل الخلافات … إلخ ، و مع أن الشعب التركي شعب مضياف و يحب الأجانب إلى أن فقداني لكل ما سبق جعل لذة العيد تختفي …

[vsw id=”6lX255HikOo” source=”youtube” width=”600″ height=”344″ autoplay=”no”]

استيقظنا صباحا و توجهنا إلى المسجد لصلاة العيد ، و كان هذا من أولى التغيرات إذ أننا ألفنا الصلاة في المصلى ، وجدنا الإمام يعطي درسا  في انتظار الوقت المحدد لطلوع الشمس للصلاة ، و أعجبني هذا ، إذ أنهم ما أن يصل الوقت المحدد للصلاة يقومون ولا ينتظرون “حضور الصلاة” كما اعتدت على ذلك في مدينتي تيزنيت . بعد الدرس تكون هناك بعد الأمداح المخصصة لهذه المناسبة و قد سجلت لكم مقطعا منها أتمنى أن يعجبكم ، بعد أن صلينا صلاة العيد و استمعنا للخطبة ، خرجنا و هنا وجدت خارج المسجد شخصين يحملان صندوقين مليئين بالحلوى يوزعونها على المصلين و يباركون لهم العيد … مشهد جميل .

Diapositive1

توجهنا بعد ذلك إلى المكان المخصص لذبح الأضاحي ، نحن في المغرب تعودنا أن كل شخص يقوم بذبح أضحيته في منزله ، لكن هنا يجتمع الجميع في مكان خارج المدينة ، يذبحون فيه أضاحيهم . و هنا لاحظت بعض الاختلافات بين الذبح في تركيا و في المغرب ، حيث صار الكثيرون في المغرب يستدعون جزارا لذبح أضحيتهم ، أما هنا فلهم حرص كبير على السنة ، حيث تجد الجميع يذبح أضحيته بنفسه ، بل تعجبت عندما رأيت شخصا يرتدي بذلة رسمية أنيقة … يقوم بذبح أضحيته بنفسه ولا يهتم باتساخ الملابس “العذر الذي يتخذه الكثيرون في المغرب”، و كذلك لاحظت أن الأغلبية الساحقة من الأشخاص يذبحون بقرة ، قليلون فقط هم من يذبحون الأكباش ، وكذلك لاحظت اختلافا في طريقة السلخ ، حيث أننا تعودنا على تعليق الأضحية ثم سلخها ، أما هنا فيقومون بسلخها على الأرض ، أيضا الكثيرون هنا لا يأكلون رأس الأضحية، و تعجبت عندما علمت أن الكثيرين هنا يرمون رأس الأضاحي (خمس الاف ريال أيسكار أوكايو نالبقري ).

Diapositive3

بعد ذلك عدنا إلى المنزل و قد أخذ منا التعب مأخذه ، استرحنا قليلا ، ثم قمنا بطهي أكلة تركية باللحم مع كاميلة مغربية ، لكننا حرمنا من القطبان و بولفاف ، أكلت إلى أن فعلت بي التخمة فعلتها ، وربما تكون الشيء الوحيد المشترك بين هذا العيد و الأعياد الماضية . و أعود مرة أخرى لذكر الكرم و حسن الضيافة التركية حيث أن الجيران جزاهم الله خيرا جاؤونا بأطباق اللحوم و الأكلات التركية ، مباركين لنا العيد …

في الأخير كل ما أستطيع قوله أن هذا ” أسوأ “ عيد في حياتي ، و مع وصول اليوم الثاني للعيد أحسست أكثر بالوحدة ، عزائي الوحيد كان بثا حيا من جلسة عائلية في المغرب أشكر عليها عبد الصمد ابن الخالة  … الخلاصة : ( العيد بلا فاميلة و صحاب ماشي عيد ).

مصعب غلاب

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق