يوميات طالب تيزنيتي في تركيا (5) بقلم مصعب غلاب

AGLOU

 أريد في بداية هذا الجزء أن أشكر جميع المتتبعين ليومياتي على التفاعل الذي رأيته منهم على صفحات الفيسبوك بعد نشر الجزء الرابع ، كما أريد أن أعبر عن حزني لفقداني إحدى قارئات اليوميات،  و ذلك لعدم إعجابها بالشكل الذي كتبت به الجزء الرابع ،  بالطبع أحزن لفقداني كل متتبع  و لكن لا يمكننا إرضاء الجميع ، و قد قررت بعد أن طرحت رأيها للنقاش على صفحتي في الفيسبوك أنني لن ألزم نفسي بأي طريقة محددة للكتابة، لذلك لا تستغربوا إن وجدتم كل جزء مختلف عن سابقه و شكرا لكم .

منذ مدة كان كل ما أفكر فيه هو مغادرة المغرب ، و لا شك أن أغلب الشباب المغاربة … على الأقل هذا ما يبدو لي … هذا هو حلمهم ،  لن أكذب و أقول أنني تراجعت عن هذا الآن أو شيء من هذا القبيل ، بل إنني أنصح كل شخص أتته الفرصة لمغادرة المغرب أن لا يتردد أبدا ، بل إنني أزداد يقينا كل يوم أنني كنت على حق … لكن كل هذا لا يعني أنني لا أشتاق لبعض الأشياء في المغرب و هذا ما سنتحدث عنه في هذا الجزء …
أتمنى ألا تفهموا كلامي بشكل خاطئ ، لا أشتاق للمغرب بل أشتاق لبعض الأجواء التي لن تجدها إلا في المغرب ، و منها ما له علاقة بما تحدثنا عنه في الجزء السابق ، فما رأيته في فترتي القصيرة هنا بتركيا جعلني نوعا ما أفتخر بالحياء و المحافظة التي لازال يتمتع بها المغرب ، و خصوصا مدينتي تيزنيت ، فرغم أنني طرحت ذلك السؤال في آخر الجزء الرابع ، إلا أن رأيي صراحة أنني أفضل الوضع في مدينتي عن الوضع هنا ، و إن بدأت مظاهر الانحلال بالانتشار في تيزنيت ، إلا أنني أرجوا ألا تصل للمستوى الذي أراه هنا …
شيء آخر عرفت معناه هنا ، هو دفء العائلة و الأصدقاء ، قد لا أستطيع أن أوصل لكم كيف أصبحت أشعر بذلك المعنى هنا بعد أن صرت غريبا، لكن أستطيع أن أقول لكم حتى الطعام لا يكون له نفس المذاق الذي يكون للأكل مع العائلة أو مع الأصدقاء ، تحاول في بعض الأحيان أن توهم نفسك بأنك مع إخوانك حيث تقوم بالأكل مع مغاربة يشاركونك مرارة الغربة ، و يبادلونك الحديث بلغتك الأم ، إلا أنك تنتهي في الأخير إلى الشعور أكثر بغياب من ترعرعت معهم … و هنا أتذكر أنني جلست مع مغاربة على أكلة غذاء ، و مباشرة تذكرت آخر عشاء لي مع الأصدقاء في المغرب ، مع كل لحظة أتذكرها … مع كل صديق أتذكره … يزداد حزني … كما قلت لا أستطيع أن أوصل لكم هذه المعاني ، الطريقة الوحيدة لتفهموا كلامي هي بأن تعيشوا الغربة …

Présentation1

شيء آخر … لا أعرف كيف سيكون إحساسي بفقدانه لأول مرة … لكن سأعرف هذا بعد أيام قليلة ، وهو العيد في المغرب .

 لا أعرف كيف سأعيش مناسبة عيد الأضحى بدون عائلة ، بدون أصدقاء ، بدون ذبح الأضحية ، أعتقد أن هذا سيكون من أصعب الأشياء التي سأعيشها هنا ، فالعيد مناسبة اعتدنا فيها زيارة الأهل و الأقارب … إلخ … حتى و أنا أكتب هذه الكلمات أحس بالكآبة … سنصبر … و لكن فقط ملاحظة للأصدقاء و الأقارب الذين يقرؤون اليوميات : عندما أعود للمغرب أتوقع أن أجد خروفا نذبحه لأعيش أجواء العيد … )  نـْـكِـي أورْ سِـنْـحْ أبْلا أنْ أفـْـحْ ألـْـقـَـاعْ و السلام )

في آخر هذا الجزء أريد فقط أن أنصح كل من يريد مغادرة المغرب إلى مكان آخر في العالم ، أن أكثر ما يجب أن يستعد به هو هذه الأشياء : الاستعداد النفسي لمغادرة كل ما اعتدت عليه منذ فتحت عينيك أهم من الاستعداد المادي … إلخ … و تحياتي

مصعب غلاب

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. oui c vrai lghorba machi sahla mais darori ghayji wahd nhar kolna ghan3icho b3ad 3la walidina w hbabna hom af jiha whna fjiha mais hadi hiya dnya ma3dna ma,diro ol hallawahid howa sbar mtaf9a m3ak ta wahd maghadi ihas bik mias limjarab ghytaf9a m3ak f ay haja ktaktabha s3ib ihas bik lwahd inama katktab ghi bach tkhafaf 3la rsek chwya ot3tohom walaw joz2 awla nobda 3ala hyatk wtna fi ghorba

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق