تيزنيت : « جمعية أطفال حاملي القوقعة » تستعد لإفتتاح مركز « أوال » لتقويم النطق

قبل سنة واحدة فقط ، كان التأسيس لــ « جمعية أطفال حاملي القوقعة » بمدينة تيزنيت، وهي الجمعية التي حملت على عاتقها مسؤولية الالتفات إلى هذه الشريحة من المجتمع التي تعاني من إعاقة ليس كغيرها من الإعاقات المرئية، الشيء الذي يجعل المعاناة مضاعفة.

فالكشف فقط عن إعاقة الصمم تقتضي الكثير من الجهد ماديا و معنويا ، بحيث سعت الجمعية إلى البحث عن المعاقين سمعيا داخل أحياء المدينة و قرى و مداشر الجماعات بالإقليم ، حتى يمكنها الاهتمام بهم وبالتالي، المساهمة في مساعدتهم على الاندماج في المجتمع وفق ما هو متوفر لها ، الشيء الذي جعلها تراهن ضمن برامجها على ملء الفراغ الحاصل في ميدان رعاية الصم بالإقليم .

منذ أن تأسست هذه الجمعية، الأولى من نوعها بجهة سوس ماسة،السنة الماضية ، وهي تُسخر كافة جهدها من أجل تقديم المساعدة للأطفال الصم لكي يستفيدوا من زراعة القوقعة في الوقت المناسب من أجل إدماجهم مدرسيا ومجتمعيا، وهكذا كانت البداية بالقيام بأنشطة مختلفة من حملات توعوية و تحسيسية، في غياب إحصائيات رسمية توضح الطريق أمام مثل هذه الجمعيات.

ورغم المجهود الذي يبذله أعضاء الجمعية الذين يطرقون كل الأبواب من أجل التحسيس بقضية هؤلاء المعاقين سمعيا، إلا أنه لا يفوتهم التذكير بالمسؤولية التي يمكن أن يضطلع بها المجتمع من أجل إرساء تضامن فعال مع الأطفال الصم وضمان اندماج حقيقي لهم، ابتداء بالتوعية والتحسيس والتأثير الإيجابي على العقليات ومرورا بتهييء المناخ الملائم لضمان تكافؤ فرص الشغل لصالحهم.

فالصعوبة تكمن أكثر في غياب تشخيص مبكر للإعاقة من قبل الأسر خاصة المعوزة ، بعده فكرت الجمعية في الدخول في تجربة تعليم متخصص للأطفال الصم، وهي الفكرة التي توجت بإنشاء مركز « أوال » لتقويم النطق، كترجمة للإرادة القوية لكل أعضاء الجمعية للعمل من أجل إنعاش هذا المشروع الاجتماعي والإنساني الفريد من نوعه .

وبإمكانيات خاصة و بدعم من بعض المحسنين ، استطاعت الجمعية في ظرف و جيز بفعل الإرادة القوية لأعضاء الجمعية ، من توفير مقر خاص للجمعية بتعاونية تكمات قرب مدرسة « مولاي الزين »  بتيزنيت ، يضم قاعات صفية من النوع الذي يلائم تلك الحالات، و يحتوي على طاولات وكراس و حروف أبجدية  ووسائل مختلفة خاصة بالإشارة والنطق، بالإضافة لنشاطات صفية وترفيهية تساعد الطفل بالنهاية على تلبية حاجاته الأساسية بنفسه.

ونجحت الجمعية  في توفير مروضة  النطق« ORTHOPHONISTE » لأطفال الجمعية لمساعدتهم على تذليل الصعوبات ليصلوا إلى التعبير عن ذاتهم وحاجاتهم وميولهم و الخروج من عالم العزلة والخوف والإحباط إلى عالم متفتح على الناس .

وتستعد « جمعية حاملي القوقعة بمدينة تيزنيت » لإفتتاح هذا المركز يوم السبت 20 أكتوبر 2018 ، بشراكة مع ودادية حاملي قوقعة الأذن بالمغرب و بدعم من عمالة تيزنيت و المجلسين الإقليمي و الجماعي و مندوبيتي التعاون الوطني و الصحة .

ومن المنتظر أن يشرف عامل الإقليم و الوفد المرافق له على مراسيم تدشينه ، حيث ستضمن برنامج اليوم الإفتتاحي حصص للمراقبة و تصحيح السمع لفائدة أطفال الجمعية الحاملين للقوقعة حاملي لأجهزة« Cochlear » تحت اشراف الدكتور بن جيلالي عبد القادر – شركة مختبرات «Entendere  » لآلات السمع.

كما سيعرف يوم الإفتتاح تنظيم ورشة الإستماع و التوجيه و التكوين في مجال تقويم النطق و السلوكيات الواجب اتباعها من طرف الآباء وذلك لفائدة أمهات و آباء الأطفال حاملي قوقعة الأذن ،من تأطير الإختصاصيات في تقويم النطق بمستشفى الشيخ خليفة بن زايد وو دادية حاملي قوقعة الأذن بالمغرب ، و يتعلق الأمر بالأستاذات : «وردة الزين» ، «كنزة العواد» و «سارة كريدة » .

وعلى هامش هذا اليوم الإفتتاحي  كذلك ، برمجت الجمعية حصصا لتقويم النطق لفائدة الأطفال الحاملين لقوقعة الأذن ستُؤطرها مروضة النطق «منال بطراح  » المُتعاقد معها  بمركز « أوال » .

وبهدف اكتشاف حالات جديدة من مرضى الصم بالإقليم ، ستقوم الجمعية في نفس اليوم الإفتتاحي بفحص طبي و مراقبة حالات الأطفال حاملي القوقعة تحت إشراف الدكتور« سنوسي »  اخصائي في أمراض و جراحة الأذن و الأنف و الحنجرة و الدكتور « بن جيلالي عبد القادر»  أخصائي في لآلات السمع .

ومن أجل الإستفادة من الخدمات و الورشات و الحصص التي تقدمها الجمعية في هذا اليوم الإفتتاحي للمركز ، تدعوا الجمعية كافة الأمهات و الآباء المعنيين بحالات الصم بضرورة التسجيل بمقر الجمعية الكائن بتعاونية تكمات بالقرب من مدرسة مولاي الزين أو الإتصال بالرقم الهاتفي التالي « 0661943396 » قبل متم 18 أكتوبر الجاري .

وفي تصرح  للموقع ، أدلى به مدير مركز « أوال »  لتقويم النطق ، الدكتور « ابراهيم حيسون » ، فقد اعتبر ” أن هذا المركز الأول من نوعه بالإقليم ، هو ثمرة جهود جميع أعضاء الجمعيات بتعاون مع المحسنين ، تأمل من خلاله الجمعية التخفيف عن معاناة أسر الأطفال من ذوي الإعاقة السمعية و مساعدتها على اجراء العمليات الجراحية لزراعة  قوقعة الأذن بأقل جهد و تكلفة “.

و اعتبر الدكتور « ابراهيم حيسون »  ، ” أن المجال الذي تشتغل فيه الجمعية  يتعلق بإعاقة غير مرئية، وهذا ما يتطلب تكافلا كبيرا من كافة قوى المجتمع  و المسؤولين بالإقليم ، لأن مهمة التكفل بإعاقة الصمم تبدو جد صعبة كونها تقتضي غلافا ماليا ضخما حتى يمكن إعداد فريق متخصص بمركز  « أوال » له دراية  بكافة جوانب الإعاقة وكذا مجموعة من المعدات والتجهيزات السمعية والبصرية”.

لاجل ذلك فان الجمعة تناشد كل المسؤولين وفاعلي الخير والمحسنين في الداخل والخارج لدعم الجمعية ماديا والمساهمة في إدخال السعادة والبهجة علي قلوب هؤلاء البراعم الذين حرموا من متعة الإنصات والاستماع.

ومعلوم ان زراعة قوقعة الأذن عملية تكلف مابين 250 الف الي 300 الف درهم، فهي باهظة الثمن، فضلا عما يتبع ذلك من ترويض علي النطق للسنوات، ومصير زارعي القوقعة في التمدرس واحتياجهم لعناية خاصة.

عنوان جمعية حاملي القوقعة بمدينة تيزنيت :

86 تعاونية تكمـــات قرب مدرسة « مولاي الزين »  – تيزنيت 85000 – المغرب . هاتف الرئيس : 0670644318

البريد الإلكتروني: [email protected]

رقم الحساب في الخزينة العامة هو: 310750102512270255410117

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق