وفاة أستاذ داخل القسم ومندوب التعليم يطرد من موقع الحادث

وفاة

لم يكن الأستاذ خليل المعزوزي، أستاذ التعليم الإبتدائي لمادة اللغة العربية البالغ من العمر 57 سنة، يدرك أنه وبإشرافه صباح الخميس 10 مارس 2016، على اعطاء درس في الشكل لتلاميذه، بمدرسة لكراوات التابعة لمجموعة مدارس أولاد طلحة المتاخمة لمدينة اسفي عبر طريق بوكدرة، سيكون على موعد مع المرحلة الأخيرة من حياته، ومن عمر كبير أفناه في سبيل تلقين أجيال الغد ما يمكن أن يشكل لهم قنطرة للعبور نحو المستقبل الباسم.
رغم الارهاق الكبير، وآهات المرض الذي ظل يطارده لسنوات، كان الأستاذ المعزوزي حريصا وبشكل منتظم على التنقل صوب مدرسته، وهو الذي كان قد خضع لعمليات جراحية على مستوى القلب، وتلقى غير ما مرة تحذيرات من أطباء، تتعلق بعدم تنقله لمسافات طويلة، مما حدا به الى مراسلة نيابة التعليم بآسفي، غير ما مرة، من أجل اعفاءه من التدريس هناك، وبعد أن أرفق طلب اعفاءه بعشرات الوثائق التي تؤكد أنه يعاني وضعا صحيا عليلا، وأن ما يكابده من مرض، يتطلب استجابة سريعة لطلب الاعفاء.
كان الأستاذ الفقيد، يدرك أن التعاطي مع ملفات من هذا القبيل داخل نيابة التعليم بآسفي، يتطلب توفره على سنطيحة خاصة، وعلى ضرورة التعاطي مع مسلكيات غير سليمة داخل نيابة التعليم بآسفي.
وما بين التسويفات، والمماطلات المرتبطة بأمله في الحصول على موافقة سريعة لمطلب اعفاءه من التدريس، كانت أنفاس الأستاذ المعزوزي، تقترب من معانقة السماء، وليكون القدر المحتوم قد عجل بالتحاقه بالرفيق الأعلى، وسط فصله الدراسي، وبين أطفاله الصغار، الذين هالهم موقف أستاذهم خليل وهو يسقط مغشيا عليه، تاركا خلفه صدمة وحسرة، وواقعة تبرز أن الوضع المتعفن داخل نيابة التعليم بآسفي، لن يستقيم له حال، مادام داخل نيابة آسفي، غيوم ملبذة بممارسات تقزم في عمقها الخطابات الداعية الى تخليق الوضع التعليمي، ومعه عفن ملفات الاعفاء من التدريس، والتكليفات، والتنقيلات، والتي تخضع في مجملها الى منطق فاسد، يبدو أن حسن بلالي مندوب التعليم الحالي بآسفي، قد فشل في ازاحته عن سكته، وتحول بعد ذلك الى مزكي وداعم له.
لم يستسغ عدد من أقرباء الفقيد المعزوزي، ما عاناه قريبهم طيلة حياتهم، وما اكان يحس به وبشكل يومي، من ظلم وغبن نيابة التعليم، فسارعوا الى منع حسن بلالي نائب التعليم وبعض من حاشيته، من ولوج القسم حيث كان الفقيد المعزوزي تحت سبورته، وبين جدران فصل دراسي، شهد على كده ومثابرته، واستمعت غير ما مرة الى أنين حرقة ظل الأستاذ خليل يخفيها عن تلاميذه، مقابل منحهم ابتسامة، لم يصدق بعدها الصغار أن سي خليل مات.
“اش من وجه عندو جا يطل بيه على الأستاذ المعزوزي”، يؤكد أكثر من قريب للفقيد بعد طرد نائب التعليم من هناك، ورفضهم الكشف عن وجه ضحية واجب وطني، وضحية فساد تعليمي مستشري بآسفي.

واستنكر أقارب الأستاذ خليل، ما لقيه ولأشهر طويلة من تهميش وتعاطي سلبي مع ملف، كان جميع زملاءه ومعارفه، يدركون جيدا أن ما يتضمنه من معطيات طبية، تستوجب الاسراع بإعفاء المرحوم من التدريس، ولاسيما بموقع يتطلب الوصل اليه، مجهودا خاصا.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..رحمه الله إنتقل من دار الدنيا إلى دار خير منها بإذن الله.والله أدمعت عيني وأنا أقرأ المقال.إن للظالمين موعدا عند ربهم لن يخلفوه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق