ضم المفعول به …

SAMSUNG DIGITAL CAMERA
مع انطلاق كل موسم دراسي يعاد اجترار الموضوع الجديد القديم .إنه موضوع الضم. إن الضم الذي نعنيه بعيد كل البعد عن ضم النحويين و البلاغيين،إنه ضم الإداريين حيث يتم تجميع أكثــــر من مستوى في حجرة واحدة و تحت إمرة استاذ واحد.
تجمع النصوص الرسمية بدءا بالميثاق الوطني للتربية و التكوين و مرورا بالبرامج ذات الدفع المتبـــتاين من البطئ إلى الإستعجالي على جعل المتعلم في قلب الاهتمام و التفكير و الفعل، إلا أن عملية الضم تضـــرب عُرض الحائط تلك الشعارات الرنانة حيث إن المتعلم ،ذلك المفعول به، هو المتضرر الأول و الأخير من حيث ضياع فرصه المشروعة في التعلم.
عند بداية الموسم اذن تحدد المصالح النيابية الخريطة أو البنية التربوية للمؤسسات ،تلكم الخرائط التي لا تأخذ بعين الإنسانية مصير أولاد المغاربة،موقف منطقي طالما أن الذي يقرر هو جهاز الحاسوب حيث يقـــوم بعملية قسمة عدد التلاميذ على عدد الأساتذة ليتم ضم و جر ما أمكن و ما استحال لتصبح مصلحة التلميذ اخر الاهتمامات.
تقتضي مصلحة التلميذ استفادته من الحصة الدراسية كاملة من غير بتر و لا تجزئ،إلا أن قرار الضــــــم يفسد عليه استفادته فتجد الاستاذ المقهور يهرول ذات اليمين و ذات الشمال مجزءا الحصة إلى أربـــــــــع أو خمس حصص تباعا لعدد المستويات في الفصل.
إننا وإذ نكتب هذه الكلمات ننبه،كما نبه السالفون، إلى الاثار السلبية للضم ،فرغم ما يمكن أن يوفره مــن موارد بشرية إلا أن إثمه أكبر من نفعه.فزيادة على المناهج الغريبة و المقررات الكثيرة يأتي الضم ليفيــــض كأس معاناة المفعول به. فرحمة بهذا الصغير و عوض ضمه وجب فتح افاق التعلم لديه.
ختاما نقول ان حال الإداريين في الإصلاح كالتي ارادت جعل الكحل في عيني العروس فأعمتها.

الحسين بوالصابون / تيزنيت سيدي افني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق