الأستاذ الجامعي بشعبة الدراسات الامازيغية الحسين البيعقوبي أنير يوضح ما وقع بجامعة ابن زهر

الحسين البويعقوبي

كشاهد عيان توضيح لابد منه تم تأويل عبارة “العنف والعنف المضاد” التي عبرت بها عن تنديدي بأحداث العنف التي عرفتها كلية الآداب بأكاديرتأويلا غير صحيح وحملت أكثر مما تحتمل.

ولذلك سأضيف هذه التدوينة لأحكي الوقائع كما عشتها عن قرب الى جانب زملائي الأساتذة ودون تأويل، مساهمة مني في توضيح بعض الأمور للرأي العام الذي تتساقط عليه المعلومات من كل حذب وصوب بواسطة شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يصعب عليه الفصل بين الحقيقة والمتخيل. سأكتفي بالحديث عن يومي 18 و19 ماي 2018، وهي اخر أيام امتحانات شعبة الدراسات الأمازيغية التي بدأت قبل أيام.

حوالي الساعة 10 صباحا من يوم 18اتصل بي بعض طلبة الشعبة في جو من الرعب والخوف يشتكون من وجود عناصر”صحراوية” تتربصهم في الساحة وتستفزهم للحيلولة دون اجتياز الامتحانات. في نفس السياق، وقبل بداية امتحان المادة الثانية المبرمجة صبيحة يوم 18 جاءت بعض العناصر (يصعب تحديد هويتها) تحوم حول القاعتين 1و2 دون الدخول للقاعة وقاموا باستفزاز بعض الطلبة، لكن حضور مسؤولي الكلية وبقاؤهم قرب القاعات لمدة طويلة ساهم في مغادرة هذه العناصر للمكان وتلطيف الأجواء وتوفير ظروف الامتحان الذي مر نسبيا بسلام. ليلة نفس اليوم ستنتشر أخبار بين الطلبة بامكانية وقوع مواجهات عنيفة في اليوم الموالي، مما جعل الرعب ينتشر بينهم ويتساءلون ان كانوا سيجتازون الامتحان في اليوم الموالي أم لا. صبيحة يوم 19، دخل الطلبة الذين تمكنوا من الحضورللقاعتين 1و2 ابتداء من الساعة 30.8 لاجتياز مادتي شخصيا. كانت الأجواء مشحونة بسبب احساس الجميع بتوتر الوضع وكان الترقب هو السائد.

وزعت الأوراق كالعادة، وبدأ الطلبة في الاجابة على السؤال المطروح، تحت ضغط الخوف مما سيقع بل هناك من الطالبات من بكين من شدة الخوف. بعد مضي نصف ساعة، أي الساعة التاسعة، بدأ الصياح يعلو في الساحة، بقي الطلبة في قاعاتهم لاتمام الامتحان، وفي الساحة أصبح الكل يركض في كل الاتجاهات، خاصة في اتجاه الباب الرئيسي للكلية، وبدأ التراشق بالحجارة بين أشخاص أغلبهم ملتم ويصعب تحديد هويتهم، كما ظهرت الأسلحة البيضاء والهراوات واستمر الصراع قرابة الساعة، في الممرات الداخلية للكلية وأمام الباب الرئيسي، وبقي الأساتذة في قاعاتهم يسعون لتوفير الظروف المواتية لاجتياز الامتحان، ويتناوبون على الحراسة لمتابعة الأوضاع عن بعد.

انتهى الامتحان الأول على الساعة 10 صباحا وأخبر الطلبة بتأجيل اجتياز المادتين المتبقيتين لوقت لاحق. تفرق الجميع لأن الوضع كان هادئا نسبيا في كلية الآداب على الساعة 10. أوردت هذه التفاصيل كما عاشها أساتذة شعبة الدراسات الأمازيغية الحاضرين لتوفير ظروف الامتحان، الى حدود الساعة العاشرة صباحا من يوم 19، لكي تتضح الرؤية كما عشنا الوضع خلال يومين. بعد ذلك، بدأت الأخبار تصلنا تباعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ولذلك أجدد ادانتي للعنف وتأكيدي على أن الجامعة يجب أن تكون للتحصيل العلمي والتكوين المعرفي، كما أتضامن مع طلبة شعبة الدراسات الأمازيغية الذين مورست عليهم استفزازات وفرض عليهم اجتياز الامتحان في الظروف التي شرحتها أعلاه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق