الحسين عمري : غياب هوية اقتصادية يؤثر على النموذج التنموي باقليم تيزنيت

بمبادرة من طلبة جامعة ابن زهر بكلية الشريعة بأكادير تم تنظيم مائدة مستديرة  مساء أمس الخميس 29 مارس ، من طرف لجنة طلبة إقليم تيزنيت بشراكة مع لجنة طلبة أيت سيحل وطلبة امجاض تمحورت حول  موضوع :أي تعليم جامعي نريد بإقليم تيزنيت.

وقد أطر هذا اللقاء كل من د. الحسين عمري عن جمعية سوس لعلم الاجتماع والسيد د. نوح أعراب عضو مستشار بجماعة تيزنيت.

مداخلة د. عمري الحسين انصبت على تقديم مخرجات الدراسة الميدانية المنجزة من طرف فريق من الباحثين والمهتمين بميدينة تيزنيت، في البداية شكر المتدخل جامعة مونديابوليس وبوردو كما شكر كذلك وبالخصوص الأستاذ الدكتور عبد الغني يومني ومبارك الشيح وطلبة الجامعة ليالي و غيتة عواد وجمال تومليلت و أمين.

وفي تقديمه لهذه الدراسة أكد الدكتور الحسين عمري بان مدينة تيزنيت تفتقر إلى هوية اقتصادية تروم الأهداف التالية : التشغيل التكوين و وضع استراتيجيات تنموية محلية.

كما أكد على ضرورة تكاثف الجهود بين النخب السياسية والإدارية والاقتصادية للخروج بالإقليم والمدينة من الركود الاقتصادي المزمن نتيجة غياب استثمارات محلية سواء الاستثمارات العمومية الرامية إلى إنتاج قيمة مضافة من حيث التشغيل والانتاج والتكوين في ظل نموذج تنموي يروم التنمية المستدامة ويحافظ على البعد البيئي، حيث قال أنه يجب ان يؤسس على سياسة مجالية تأخذ بعين الاعتبار الإقليم والمدينة لإعطاء هذه الاقليم المكانة التي يستحقها بفعل مؤهلاته الجغرافية والبشرية والطبيعية ولن يتأتى ذلك إلا باعتماد نموذج ناجح للتعليم العالي يؤسس على ضرورة اعتماد تنمية بشرية من خلال حق الجميع في المعرفة والخبرة.

و من جهة أخرى ، أشار عمري الى ان هذا النموذج التنموي ينبغي أن يؤسس على اعتماد المؤهلات الطبيعية المجالية –البحر- والسهل والمنتوجات المحلية، كما يجب أن يؤسس كذلك على نقط القوة التي التي تؤهل المدينة لجعلها قطبا اقتصاديا وتعليميا سيساهم في الانفتاح على المناطق الجنوبية وربطها بالشمال من خلال إحداث مناطق لوجستيكية تماشيا مع توجه المغرب وانفتاحه على البلدان الإفريقية، وهي فرصة ذهبية يجب أن يترافع عليها السياسي والاقتصادي والإداري.

و شدد الدكتور الحسين عمري على ضرورة تشجيع فرص الاستثمار بالمدينة والإقليم من خلال خلق مناطق صناعية والتعجيل بإزالة العقبات امام الاستثمار بالمنطقة الصناعية للمدينة التي أعطى صاحب الجلالة انطلاق إحداثها منذ مدة وهي الآن متعثرة.

و أكد أيضا على ضرورة الاستثمار في الصناعات السمكية باعتبار الإقليم يتوفر على واجهة مهمة مطلة على المحيط الأطلسي، وذلك بخلق موانئ واستغلال المتواجد منها كل هذه المجالات والاستثمارات لابد أن يواكبه كذلك تعليم عالي ناجح يهدف إلى خلق الثروة من خلال :خلق فرص للشغل للشباب، ملائمة التكوين لحاجيات التشغيل والمقاولات ، و و ضع استراتيجيات قطاعية في إطار تنمية مستدامة.

عمري تحدث ايضا في مداخلته عن النزيف الديمغرافي الحاصل من المدينة نحو المدن المجاورة، نتيجة لقلة فرص الشغل ولعدم وجود قطب جامعي يمكن أبناء المنطقة من متابعة دراستهم بالمدينة والإقليم، إسوة بباقي مدن الجهة والجهات المجاورة، كما عزي ذلك الى غياب الهوية الاقتصادية، بالإضافة إلى ما سبق لضعف الاستثمارات من طرف المنعشين و المستثمرين المحليين بسبب ضعف الامتيازات الضريبية والجبائية والتعقيدات الإدارية وعدم فتح مجالات جديدة للتعمير.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق