الملتقى الاول : الابواب المفتوحة للمدارس العتيقة بالاخصاص

     نظم نادي الأطلس الصغير يومين دراسيين ثقافيين في إطار برنامج: عين على الأخصاص، الملتقى الأول تحت شعار: التعليم العتيق بين الأدوار التاريخية ورهانات المستقبل شارك فيها عدد من الباحثين والفقهاء والمختصين بالمجالات المذكورة.

وقد افتتح اللقاء بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحاضرين الفقيه أزرور مْحمد وهو متقاعد في التعليم، بعدها عرض النادي شريطا يوثق لتاريخ المدارس العتيقة بالأخصاص تخللته شهادات شفوية لفقهائها تتضمن مناهج التدريس وطرق التعليم، وكذا تاريخ تأسيسها، وأصول نشأتها.

ثم بعد ذلك افتتحت الندوة بمحاضرة للفقيه سيدي مبارك بورحيم فقيه مدرسة ثلاثا أوفلا سماها: “أصول النشأة التاريخية للمدارس العتيقة بالأخصاص وامتداداتها” أشار فيها لكثير من المدارس العتيقة وفروعها التي امتدت في ربوع سوس وخارجها، كمدرسة مرغت، وسيدي مْحمد الشريف، وسيدي مْحمد ألحسن، وبين أصولها التاريخية، وكذا الأعلام والفقهاء الذين مروا منها، ملفتاً الانتباه إلى مناهج تدريسهم، وبث في مداخلته كثيراً من الفوائد التاريخية حول المنطقة وذكَّر الحضور ببعض المدارس المندثرة مع خلاصات نافعة ختم بها مداخلته.

ثم تلاه الأستاذ الحسين أكروم -عضو مختبر الاجتهاد المعاصر أسس وقضايا بكلية الشريعة بأكادير- بمداخلة سماها: مناهج التدريس بالمدارس العتيقة – إشكالية التكامل المعرفي نموذجاً– بَيَّن في مستهل مداخلته أن أسس التعليم الإسلامي في تاريخ المغرب مر بعدة مراحل بدءاً بالمساجد الصغيرة، ومرورا بالرباطات والزوايا الصوفية، وانتهاء بالمدارس العتيقة، ثم عرج على المناهج المنتشرة في المدارس العتيقة كالأدبيات والفقهيات، وبعض العلوم الأخرى، وبين إشكالية انفصال العلوم العقلية عن النقلية وآثارها السلبية على العملية الاجتهادية من جهة، وعلى عقلية الفقيه وانفتاحه على العلوم الإنسانية من جهة ثانية.

ثم اقترح حلولا عملية لهذا المخرج منبها على أهمية التعليم العتيق الذي ينظمه قانون 01-13 حيث أدمجت فيه الوزارة العلوم العقلية، وكثيرا من العلوم الأخرى غير الشرعية كالرياضيات والاجتماعيات والفلسفة.

وبين في مداخلته عدد المساجد بإقليم لإيفني وذكر أنها تجاوزت 700 مسجد، وفيها 29 مدرسة عتيقة 13 منها تابعة لنظام وزارة الأوقاف، وعدد الطلاب فيها 1100 طالب حسب إحصاء 2018 بمستوياتها الثلاثة الإبتدائي، الإعدادي، الثانوي.

ثم خُتمت الندوة بمداخلة للدكتور إبراهيم الوجاجي مفتش تربوي بأكاديمة جهة كلميم واد نون تحت عنوان: التعليم العتيقتحديات الحاضر ورهانات المستقبل” حيث تطرق إلى التحديات البيداغوجية والتدبيرية للمدارس العتيقة، وآفاق خريجيها، وسبل تفعيل تطبيقها على الواقع المعاصر، وفيما يتعلق برهانات المستقبل تطرق إلى طبيعة مؤسسات التعليم العتيق، ومدى نجاحها في الانخراط  في المجتمع، والقطبية والتخصص في المجالات العلمية.

واللقاء نسقه تنسيقا جيداً فضيلة الأستاذ: لحسن بن مبارك عضو بمكتب نادي الأطلس الصغير وأستاذ اللغة الأمازيغية بتارودانت .

ثُم فتح المسير المجال للحضور لطرح أسئلة وإغناء الندوة بمناقشاتهم فتدخل عدد منهم فطرحوا عدة أسئلة من قبيل: هل المدارس العتيقة يحتاجها المجتمع أم هي التي تحتاج إلى المجتمع ؟ ما هو مصير نظام المتخرجين في المدارس العتيقة الغير التابعة لنظام وزارة الأوقاف ؟ وما هي الآفاق المستقبلية لكلا النظامين ؟ وما هي التحديات التي تعيق سير شمول هذا النظام ؟

أسئلة وأخرى طرحها السادة الحاضرون على المحاضرين، فتفاعل السادة الحضور معها، والندوة والحمد لله ناجحة بكل المقاييس وحضر فيها عدد من المهتمين، والأساتذة والباحثين، كما حضرت فيها أول خريجة في التعليم العتيق وهي الأستاذة: فاطمة سباع الحاصلة على الرتبة الأولى وطنيا فئة الإناث في باكالوريا التعليم العتيق بإقليم اشتوكة أيت باها وطرحت هي الأخرى كثيرا من الأسئلة تهم أوضاع الفتيات بالتعليم العتيق.

وفي الأخير ذكَّر مسير الندوة السادة الحضور باستمرار أشغال الملتقى الأول حيث سيستمر المعرض الخاص بالملتقى المنظم برحاب دار الحي بالأخصاص والذي يضم عدداً من الأدوات التي تستعمل في الكتاتيب القرآنية والمدارس العتيقة كالصلصال، والسمخ، والكََّرار، والدواة، واللوح الخشبي، فضلاً عن عدد من الكتب التراثية القديمة عامة، سيما المتعلقة منها بتاريخ المنطقة خاصة.

كما سيتم تنظيم زيارة إلى المدرسة العتيقة يوكيت بأربعاء الساحل غداً الأحد ابتداء من الساعة التاسعة صباحاً، وتعد هذه المدرسة من المدارس النموذجية الناجحة في تطبيق نظام التعليم العتيق، واختتم اللقاء بالدعاء الصالح لمولانا أمير المؤمنين محمد السادس .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق