يوميات طالب تيزنيتي في تركيا (1) بقلم مصعب غلاب

GHALAB001

 قبل المجيء إلى تركيا كانت لدي فكرة كتابة مذكرات عن حياتي هنا ، و بالفعل كتبت بعض الأشياء ، لكن لم آخذ الأمر بجدية كبيرة إلى أن طلب مني  كتابة مقالات عن الحياة في تركيا و إرسالها إلى موقع تزنيت 24 .
لذلك ستكون هذه الأسطر أولى ما أخطه بجدية عن حياة طالب مغربي في تركيا …
أنا حاليا أقطن بأنقرة , أدرس اللغة التركية في معهد خاص  لاجتياز امتحان القبول في الجامعات في آخر السنة على أمل الحصول على معدل يؤهلني لدخول كلية الصحافة و الإعلام … لكن لنبدأ قبل كل هذا، لنبدأ من تعريف نفسي و الحديث عن أيامي الأخيرة بالمغرب أولا …
أنا من مواليد مدينة تزنيت جنوب المغرب ، سنة 1994 .  حصلت على شهادة الباكالوريا سنة 2013 بعد أن كررت السنة ، المهم … استطعت أن أجد طريقة للدراسة في تركيا ، و  بتوفيق من الله كان موعد رحلتي إلى تركيا يوم 28 / 8 من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء ، ذهبت قبلها بيومين إلى العاصمة الاقتصادية … قضيت يومين مملين هناك ، أغلب الوقت أفكر كيف سأكون و أنا أعيش بعيدا عن عائلتي ، أقاربي ، أصدقائي … و صديق واحد بالضبط مصطفى الذي أعتبره أخي الذي لم تلده أمي، بعد أن تختلط الأفكار في رأسي و أحس بالاختناق، أغلق عيني و أحاول تصفية ذهني …
جاء يوم المغادرة ، ذهبت مع الوالدين إلى المطار و قد أقلنا صديق لوالدي ، وهو الذي ساعدنا كثيرا في المطار و أحب أن أشكره من هنا و أدعوا الله ان يجزيه عنا خير الجزاء ، أتممت المعاملات الورقية بالمطار ، و إن كان هناك شيء يمكن أن أصف به المطار فهو الفوضى ، صف لا تعرف بدايته من نهايته … مشاجرة … و الموظفات جعلن أذنا من طين و أخرى من تراب و لم يعرن أي اهتمام لاحتجاج المسافرين … و شيخ كبير السن ورائي يصرخ قرب أذني  ” يا لها من فضيحة … ”
أكلت وجبة خفيفة في المطار ، ثم قمت للمغادرة ، و حانت أصعب لحظة … لحظة مفارقة الوالدين ،  تمالكت نفسي جيدا و كتمت مشاعري … سلمت على والدي ، ثم سلمت على والدتي التي احتضنتني و هي تصارع الدموع … اخترقت دموعها قلبي كالرصاص وهي تهمس في أذني … جدد النية … جدد النية … نعم الأم أنت … جزاك الله عني كل الخير يا والدي و جعل مثواكما الجنة …
رافقني صديق العائلة إلى الباب المكان الذي سأقوم فيه بطباعة جواز السفر للمغادرة … ودعته … و دخلت إلى تلك القاعة الكبيرة ، 5 صفوف ، أخذت مكانا في أحدها و انتظرت دوري ، عندما وصلت إلى الشباك و سلمت جواز سفري ، طرح علي الشخص الموجود وراء الزجاج بعض الأسئلة ، طبع جواز سفري و طلب مني الانتظار على كرسي مع عدد من المسافرين إلى إسطنبول ، و بعد 15ٍ دقيقة تقريبا رافقنا أحدهم إلى المخرج و من هناك أخذتنا حافلة صغيرة إلى الطائرة …
في  الطائرة وجدت أن مقعدي بالقرب من شخص مسيحي وجدت فيه روح الدعابة ،  أخبرني أنه ذاهب إلى دبي ، حسب ما يبدو أنه ملتزم للغاية بالدين المسيحي ، حيث أنه طيلة الرحلة  يقرأ الإنجيل و يأخذ منه إصحاحات يكتبها في دفتر صغير و يكررها … فكرت في أن أتحدث معه قليلا في الإسلام و المسيحية … لكنني تراجعت … لا أعرف لماذا …
بعد وصولنا إلى إسطنبول و دخولنا إلى المطار ، وجدت نفسي في  مطار دولي من أكبر المطارات في العالم ، وتعجبت كيف أنه في مطار دولي لا يوجد موظف يتحدث لغة غير التركية ، الجميع كان يشتكون من هذه المشكلة ، إذ لا يوجد شخص لسؤاله و الحصول على جواب مفهوم، أكثر ما يمكن أن يفعله هؤلاء الموظفون للأجانب هو إجابتهم بالإشارات … المهم … وصلت إلى شباك طبع جواز السفر ، سلمته للموظفة الموجودة هناك k تسلمته مني  قامت بتصفحه ثم طبعته و سلمته لي و على وجهها علامات غضب و إعياء بدل الابتسامة التي نراها في الأفلام …

يتبع …

مصعب غلاب

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. لكل واحد ظروفه أخي … و إن لم أقدم الطريقة فليس لأنني لا أحب لغيري ما أحبه لنفسي … و إنما لأن ظروفي حاليا لا تسمح … و شكرا على سؤالك

  2. مُصعب ايها الرجل.. أحترمك غاية الإحترام، وقد عرفتك منذحادثة فبراير الشهيرة، ما أجمل تهورك.. اقول لك نفسيتك تنضح بالعنفوان، و أتمنّى لك التوفيق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق