العنف الزواجي

رغم مظاهر انصاف المرأة ، خاصة ما ورد في القرآن الكريم وسن تشريعات ودساتير ،تقر بتكامل ادوار الزوج والزوجة ،وحسن معاملتها ، ومنحها حقوقها كاملة .

الا أن المرأة في الوطن العربي بشكل عام، والمغربي بشكل خاص، مازالت تتعرض للعنف بشتى أشكاله سواء عنف اقتصادي ، نفسي معنوي ، جسدي ، أو جنسي ، ومن مصادر متنوعة ايضا  سواء من المجتمع ، أو من الدولة ، أو من الزوج .

سنحاول التركيز في هذا المقال على احد أخطر مصادر العنف الذي يهدد الزوجة في حياتها اليومية ، خاصة وأنه يرتكب في فضاء مغلق يصعب إثباته،  وفي ظل علاقة حميمية محاطة بنوع من القداسة ، من المفترض ان تعطي الزوجة امانا دائما ، انه عنف الزوج .

فماهي الدوافع الظاهرة والخفية التي تجعل الزوج يمارس العنف بشتى  تلاوينه  ضد اقرب وأعز الناس اليه ؟ وكيف يكون رد فعل الزوجة تجاه هذا العنف ؟

فحسب الاحصائيات التي اجرتها منظمة الصحة العالمية  فان 60في المئة من الزوجات تعرضن لعنف زواجي ، ويعد العنف النفسي  أكثر الأنواع عنفا ممارسا على الزوجة من قبل الزوج ، وله تداعيات تستمر لمدة أطول وأثرها أكثر وقعا بحيث نتائجه تتعدى الزوجة لتمتد الى الأطفال والأسرة والمجتمع .

أما على الصعيد المغربي فالدراسة التي اجريت حول العنف الاسري ، توصلت الى أن 55 بالمئة من المتزوجات المغربيات تعرضن لعنف زواجي كما أن الدراسة خلصت الا أن هذا النوع من العنف يحدث في جميع الأسر بغض النظر عن أي محددات اقتصادية أو اجتماعية .

فاذا اردنا حصر الدوافع الظاهرة والخفية والاسباب المعلنة وغير المعلنة التي تجعل الزوج يجنح الى العنف من منظور الزوجة هي :

-ارتفاع تكاليف المعيشة –مشكلات العمل – طباع الزوج الحادة  – الادمان  .

اما الازواج فيبررون عنفهم ضد زوجاتهم بما يلي : – اهمال الأطفال –رفض من الزوجة ممارسة العلاقة الجنسية –احراق الطعام –الخروج بدون اذن .

أما على مستوى ردود افعال الزوجات ف30بالمئة يفضلن الغضب والبكاء واللعن سواء الصامت أو بصوت مرتفع بينما 50بالمئة من الزوجات يفضلن ترك المنزل والذهاب الى الأهل و10 بالمئة يحرمن الزوج من العلاقة الجنسية والنسبة الباقية يلجأن الى الانتقام من أطفالهن أو أزواجهن  .

في حقيقة الأمر ان اقتصار الجهات المعنية سواء كانت مجتمع مدني أو حكومية معالجة ظاهرة العنف الزواجي من منظور قانوني وحقوقي صرف ووضعه في كفة متساوية مع عنف المجتمع أو عنف الدولة  لن نتوصل الى نتائج ومؤشرات ايجابية في المستقبل لان معالجة العنف الزواجي لابد من رؤيته  من زوايا مختلفة ، ووضع خطط محكمة ، وبرامج مندمجة ،تتكامل وتتداخل فيه جميع القطاعات برؤية تشاركية .

عبد الفتاح هدارين : مستشار اسري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق