مدير دار الطالب بونعمان “عبد الفتاح هدارين” في حـوار لـتيزنيت24 حول حصوله على احدى الشواهد خارج أرض الوطن

حاورناه في احدى اللقاءات السابقة  وهو باحث في العلاقات الأسرية ، والتقيناه اليوم ، وهو حاصل على دبلوم مستشار أسري من إحدى المراكز المعتمدة لدى وزارة التعليم السعودية ، ودبلوم في التوجيه النفسي والإرشاد الأسري من أكاديمية التدريب الشامل مصادق عليه من كلية  – والدنبريج البريطانية.

تيزنيت24 : سيدي الفاضل : ضعنا في إطار مجال تخصصكم معنى الإرشاد الأسري ؟

نشكركم على هذه الاستضافة : فلإرشاد الأسري بشكل عام ، هو عملية مساعدة  الزوجان والأسرة  التغلب على المواقف الصعبة والمشكلات التي تواجهها .

والتصدي لهذا المجال لابد له من ركيزتين : الإلمام بالعلم النظري  بقواعده العلمية ونظرياته المعاصرة والخبرة الميدانية التي تكسب المرشد الأسري مهارات وتقنيات التعامل مع الحالات الخاصة.

تيزنيت24 :هل غياب الوعي والفهم الدقيق للعلاقة الأسرية هو الذي يفاقم المشاكل بين الزوجين ؟

بالضبط فالزوجان عماد الأسرة والعلاقة بينهما مستمرة ومتصلة ،لها متطلبات متبادلة تقتضي إشباعا جسديا وعاطفيا ، وهذا لا يتم إلا عن طريق الوعي والفهم الصحيح ، هذا الأخير يفضي إلى فهم كل طرف احتياجات الأخر.

تيزنيت24 : نسمع كثيرا عن الخلافات والمشاكل الزوجية هل المشكل والخلاف بين الزوجين لهما نفس المعنى في مجال الإرشاد الأسري ؟

لا ، هناك فرق كبير فالخلاف يكون حدث عابر متحكم فيه يناقشه الزوجان فيطوى وينسى ، بينما المشكلة أعمق بكثير فهي تترك آثارا نفسية وعاطفية وخيمة على كلا الطرفين . لابد لها من مستشار أسري لمعالجتها، فالخلاف الطارئ حينما يتكرر قد يفضي إلى مشكلة ما.

فمثلا تأخر الزوج عن البيت هذا السلوك تتضايق منه الزوجة. في بدايته يكون الأمر بينهما خلاف طارئ ؛ ولكن حينما يتكرر بشكل منتظم يمكن ان يتحول إلى مشكلة حقيقية، ونفس الشيء بالنسبة  للزوجة فمثلا خروجها من البيت بدون إذن في البداية يأخذ هذا السلوك طابع الخلاف الطارئ ولكن حينما يتكرر يتحول إلى مشكلة .

تيزنيت24 :انطلاقا من خبرتكم في هذا المجال ما هي أبرز المشكلات التي تواجه الزوجان ؟

بشكل عام فخبراء الاستشارات الأسرية يصنفون  المشاكل الأسرية إلى ثلاثة أصناف :

صنف من المشاكل متعلق بالإشباع الجسدي والعاطفي وهو يستحوذ على 50 بالمائة من المشاكل الأسرية في دول شمال إفريقيا. 

والصنف الثاني :هو عبارة عن  مشاكل مرتبطة بغياب  التفاهم العقلي يشكل 30 بالمائة من المشاكل الأسرية، بينما الصنف الثالث  مرتبط بمشاكل التقارب الاجتماعي: الذي يشكل 20 بالمائة. فهذه الدوائر الثلاث تتداخل لتحقيق استقرار أسري وغياب حلقة منها يعني انهيار باقي الحلقات

تيزنيت24: دعنا في الصنف الأول 50 ،في المائة من المشاكل كلها في خانة غياب الاشباع الجسدي والعاطفي ماذا تعني  بالنسبة لكم كمرشدين أسريين ؟

نشكركم على طرح هذا السؤال لأن البحث الذي أنجزته للحصول على الدبلوم كان بعنوان  الطلاق العاطفي . أخي الكريم  الاشكال الكبير الذي يطرح الآن  في هذا الصدد هل هناك علاقة بين الاشباع العاطفي والسعادة الزوجية ؟ هل الزوجان مدركان العوامل التي تعيق عملية الاشباع العاطفي ؟ وهل هما  يمتلكان ثقافة الاشباع العاطفي وأثرها في استقرار الأسرة ؟  اختم معك هذا الحوار بدراسة علمية خلصت نتائجها  إلى أن الحرمان العاطفي للزوجة يؤدي بها إلى أن تتقمص شخصية عنيفة وعنيدة يمكن أن تقودها إلى ارتكاب أفعال إجرامية أو تبتكر وسائل غير مشروعة للبحث عن الحب والحنان تعويضا للفشل العاطفي، في 80  بالمائة من السجينات في الوطن العربي والإسلامي جنحن للجريمة بدافع الحرمان العاطفي .

موقع تيزنيت24 يشكركم ويتمنى لكم مزيدا من التفوق …

حاوره : عبد المغيث عيوش : تيزنيت 24

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق