عودة إلى إمعشار :” إمعشار وليس إمعشارن” /جامع بنيدير

جامع بنيدير :

  هل ستتوفق جمعية “تيزنيت تراث” فيما لم يتوفق فيه من سبقها في الانتداب لرعاية فرجة إمعشار وتعهد دوراتها؟

هل آن الأوان لأن تملك مدينة تيزنيت مهرجانها التراثي الخاص بها على غرار مثيلاتها مثل الصويرة(كناوة) وسلا (الشموع) ومكناس (عيساوة) الخ؟

لا شك أن ذلك رهين بإلمام فعاليات الجمعية الجديدة بالسياق الثقافي المحلي الذي تجذرت فيه هذه الفرجة، والمبادئ التي رافقت تقليديا نشأتها وتطورها، وكذا المناسبة التي اقترنت بها هذه النشأة هنا في حاضرة تيزنيت بالدرجة الأولى، والوظائف التي أناطها بها السلف من منشئيها وممارسيها، و هو رهين بشكل خاص بمعرفة فعاليات هذه الجمعية للمسار التاريخي لتراث إمعشار على مدى عقود القرن الماضي، وما تخلل هذا المسار من نجاحات ونكبات بما فيها تلك الأخطاء التي ارتكبها في حقها من كان إلى الأمس يدعي تعهدها ورعايتها.

إننا لنرجو أن تعرف فرجة إمعشار على أيادي هؤلاء ما لم تعرفه على أيادي غيرها، وأن تعمد الجمعية الجديدة إلى فتح عهد جديد في التعامل مع هذه الفرجة، قائم على معرفة جيدة بسياقها الاجتماعي، وبمبادئها، وأسسها، وإجراءاتها السابقة والمرافقة واللاحقة.

غير أن ما رصدناه من أخطاء في حفل افتتاح المهرجان لا يدعو إلى الاطمئنان ، ويخشى أن يكون تعاملها هو دوما ذات التعامل النفعي الذي تسلط على هذه الفرجة من طرف الغرباء عنها، إن آل تيزنيت شيوخا وكهولا وشبابا يعرفون أن اسم هذه الفرجة هو “إمعشار” وليس أبدا “إمعشارن” بالنون في آخرها، وهو خطأ بسيط، لكنه يدل على جهل بالفرجة وبمناسبتها، وحتى على جهل باللغة الأمازيغية، والجمعية الجديدة هي أول من نطق بهذا الخطأ ونشرته في ملصقاتها إلى جانب مصطلح “الماسكاراد”، وكلاهما خطأ في حق فرجة إمعشار، ولا نفهم لماذا يصر رئيس هذه الجمعية في افتتاح المهرجان على إضافة هذه النون إلى اسم إمعشار بما فيه من خروج لا داعي له عما تجذر في سجلات الذاكرة الثقافية الشعبية التيزنيتية التي هي بمثابة سجلات الحالة المدنية أو أصدق منها وأقوى، أما مصطلحا “الماسكاراد” و”الكارنفال” فلنا إليهما عودة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق